|
الأمازيغية.. ثقافة وسياسة
أعاد قرار اعتماد الأمازيغية في الجزائر لغة وطنية ورسمية إلى الواجهة مسألة الأمازيغية التي تعتبر ملفا حساسا ودائم الراهنية وذا أبعاد ثقافية واجتماعية وسياسية كثيرة، تباينت مقاربة الأنظمة في المنطقة (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا..) في معالجته منذ سنوات الاستقلال.
وقد ارتبطت معالجة ذلك الملف في الغالب بالحالة السياسية العامة في كل بلد، وتمثل أجواء الربيع العربي -الذي هبت نسائمه منذ نحو خمس سنوات- مناسبة لطرح الملف وتسليط الضوء على أبعاده التاريخية والثقافية والسياسية في كل بلد، وعلى المؤسسات والهياكل والشخصيات التي تمثل الفضاء الأمازيغي رمزيا أو مؤسساتيا.
وبما أن الربيع العربي بات معطى لا يمكن الالتفاف عليه، فإن السؤال عن وضعية الأمازيغية في هذا السياق يفرض نفسه، بالنظر إلى الحاضنة الاجتماعية لذلك المكون الهوياتي وإلى طبيعة مطالبه التي يتمازج فيها -وبدرجات مختلفة- المستوى اللغوي والبعد الثقافي والطابع السياسي.
وتمثل الحالة الجزائرية النموذج الأبرز في العلاقة بين المناخ الربيعي وملف الأمازيغية، ويشكل التعديل الدستوري في نظر الكثيرين تعاطيا محليا مع الربيع العربي الذي انطلق من الجوار الشرقي (تونس)، وتجسد في المغرب عبر حراك شبابي وتجاوب مؤسساتي حظي بترحيب إقليمي وإشادة دولية.
أما الحالة في ليبيا، فإنها لا تزال قيد المعالجة الجذرية في إطار لجنة تعديل الدستور، في ظل تبدل الأحوال جذريا في البلاد بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي ودخول البلاد في حالة فوضى، وظهور النزعات المناطقية والقبلية وغيرها من الانتماءات الضيقة.
الجزيرة
|