للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

هل العربية هي منبع اللغات؟

أ. طلال عبدالكريم العرب

 هناك كثير من اللغات الآسيوية والأوروبية تزخر بمفردات عربية مفهومة لدينا، فبعضها يحتوي على مفردات لا بأس بها، وبعضها تشكل المفردات فيها نسبة يعتد بها كالاسبانية والبرتغالية تحديدا، أما بعضها فلا يمكن فصلها عن المفردات العربية لكثرتها ولتغلغلها داخل التخاطب الرسمي والشعبي لكل لغة كالفارسية والتركية والعبرية، الى جانب ذلك فكثير من اللغات الآسيوية تكتب بأحرف عربية، ويرجع تغلغل اللغة العربية في اللغات الى سببين، أحدهما ديني والآخر ان الفتوحات العربية مازجت بين الحضارة العربية الاسلامية وبين من فتحت بلادهم. 

وقد حاول شاه إيران محمد رضا بهلوي تفريغ اللغة الفارسية من محتواها العربي، ربما لأسباب عنصرية، فأصدر مرسوما يمنع بموجبه استخدام اللغة العربية ذكر فيه: ملت عزيز ايران استخدام كلمات عربي أكيد ممنوع است، ولابد وأن كل عربي فهم لغة الإعلان، كما شكل لجنة للتخلص من كل المفردات العربية، فتبين لها أن اللغة الفارسية ستفرغ من أكثر من ثلث محتواها، فتم الغاؤها، واحتفظ بأحرفها العربية، أما مصطفى كمال أتاتورك، وفي حملته التغريبية فقد تخلص من الأحرف العربية بتحويلها الى لاتينية الا أنه هو الآخر لم يستطع التخلص من مفرداتها الكثيرة والتي تعادل ان لم يكن أكثر مما احتوته اللغة الفارسية. 
وهناك بحث شيق يصب في الموضوع نفسه كتب عنه الدكتور مصطفى محمود نقتطف منه بتصرف، فيقول فيه: كانت لي وقفة طويلة منذ زمن أمام أصل اللغات وأنا اتأمل اللفظة العربية «كهف» فأجدها، في الإنكليزية (cave)، وفي الفرنسية (cave)، وفي الإيطالية (cava)، وفي اللاتينية (...cavus) فتساءلت، أي من هذه الكلمات هي الأصل؟ فوقع في يدي كتاب بالانكليزية عنوانه «اللغة العربية أصل اللغات» ألفته تحية عبد العزيز إسماعيل وهي استاذة متخصصة في علم اللغويات، بينت فيه الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية من جانب وبين الإنكليزية واللاتينية والفرنسية والسنسكريتية وغيرها من جانب آخر، وكان واضحا تقاطع مشترك لكل تلك اللغات مع لغة واحدة وهي العربية، ولهذا السبب خرجت المؤلفة بنتيجة مؤداها أن اللغة العربية كانت هي المنبع لكل اللغات، لسعتها وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي، فاللغة اللاتينية بها سبعمئة جذر لغوي فقط أما العربية فبها ستة عشر ألف جذر لغوي، يضاف إلى ذلك سعة في التفعيل والاشتقاق والتركيب، فمثلا «Tall» بالانكليزية تعني فقط طويل، ولكن في العربية لها مشتقات كثيرة مثل: «طال يطول وطائل وطائلة، إلخ»، فهي لغة لم تغير نحوها لآلاف السنين، ما تغير فيها الاتساع في محصول الكلمات والمفردات مع تطور الزمن، وهذا ما لم يحصل في اللغات الأخرى، وهذا ما خلصت إليه المؤلفة.
 

القبس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية