للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

نحن و الترجمة

د. صلاح جرّار

  التقيت في إحدى المناسبات بعدد من الدبلوماسيين الأجانب، ودار جزءٌ من الحوار حول الثقافة، وكنت متحمساً لفكرة أرددها كثيراً وهي أن الثقافة تقرّب بين الشعوب من خلال تركيزها على المشترك الثقافي والحضاري والإنساني.

فما كان من أحدهم إلاّ أن سألني عن واقع العمل الثقافي في الأردن، فاندفعت بحماسةٍ أسرد له إنجازات الروائيين والشعراء وكتاب القصّة القصيرة والمسرحيّين ودور الجامعات وحركة النشر وبرامج المؤسسات الثقافية المختلفة، فسألني عن أشهر الإصدارات الأدبية والفكرية في الأردنّ، فأخذت أعدد له عناوين عشرات الكتب والروايات والمؤلفات والدواوين و السير والمذكرات وغيرها. فسألني: هل جميع هذه الكتب منشورة باللغة العربيّة؟ فأجبته –وقد شعرت بأنه سكب عليّ إناءً كبيراً من الماء البارد- أنّ معظم هذه الكتب بالعربيّة! فسألني في الحال: ومن أين لنا أن نقرأ هذه الأعمال مهما كانت مهمّة أو متفوّقة في مستواها؟ فقلت: إن بعضها مترجم إلى اللغة الإنجليزية وقليلٌ منها مترجم إلى الإسبانية وغيرها. ثمّ سألني: وهل تترجمون أعمال الكتاب والمفكرين العالميين الكبار؟ فذكرت له بعض ما ترجمه المرحوم عيسى الناعوري عن الإيطالية وما ترجم في سوريا ومصر من أعمال الأدباء الإسبان وأدباء أمريكا اللاتينية. لكنّه عقّب معلّقاً على كلامي: لا يمكنكم أن تتواصلوا مع العالم عبر القنوات الثقافية ما لم توجّهوا عناية كافية إلى ترجمة أعمالكم الإبداعية والفكرية إلى اللغات العالمية الحيّة كالإنجليزية و الإسبانية والفرنسية والإيطالية والصينية وسواها، وما لم تؤسسوا مراكز لترجمة التراث الفكري والأدبي العالمي إلى اللغة العربيّة. وقبل أن يودّعني قال لي: أتمنّى أن أقرأ بعض الأعمال الفكرية والأدبية للمؤلفين الأردنيّين بلغة غير العربيّة، فأنا لست ممّن يجيد قراءة اللغة العربيّة بعد، وقليلون من الأجانب هم الذين يجيدون قراءة العربيّة إلى درجة قراءة الروايات والقصص ودواوين الشعر والمؤلفات الفكرية.
شعرتُ بعد انتهاء الحوار أنّ حجتي كانت ضعيفة، وأننا بالفعل مقصّرون في ترجمة تراثنا الحضاري والإبداعي والفكري وإيصاله إلى شعوب العالم التي تضطر إلى رسم صورة لنا في مخيلتها من خلال مصادر معادية لنا، كالإعلام الصهيوني و السينما الغربية المعادية والأعمال الروائية المعادية والرحّالة وغير ذلك.
إنني أدعو المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث والناشرين إلى الالتفات إلى أهمية الترجمة من العربيّة وإليها، وتوظيفها في خدمة القضايا العربيّة وفكّ العزلة الثقافية عن منجزنا الفكري والإبداعي وإيصاله إلى أرجاء المعمورة كافّة.
 

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية