أ. هايل المذابي
كتبت منشوراً ساخراً البارحة على حائط صفحتي الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء فيه:
“أفكر في علماء اللغة والصرف لو كانوا وضعوا قواعد أخرى للغة تلائم ما وصل إليه الحال في عالم الكتابة والشعر إلا من رحم الله وبدلاً من لفظة فعل التي يجري القياس عليها جعلوا لفظة “بعر “هي المقياس ..
أتساءل ماهي الأسماء التي ستكون على وزن بعر وكيف سيكون الفعل المحذوف الحرف الأول هكذا “عر ” و”تبعرر “الرجل وبالمثل الفراهيدي وبحوره فتصبح قواعد العروض مثلاً البحر الطويل ” طويل له بين البحور فضائل .. بعورٌ مباعيرٌ بعورٌ مباعرُ”
والبحر البسيط :” إن البسيط لديه يبسط الأمل.. مستبعرٌ باعرٌ مستبعرٌ بعرُ”
ويصبح الشاعر على وزن باعر والشاعرة على وزن باعرة ….” انتهى المنشور .
وبعيداً عن السخرية في المنشور اتساءل لما لا نجدد مناهج اللغة العربية !?
لفظة “فعل” هي اللفظة المفرغة من معناها ووضعت كميزان صرفي ولغوي وشعري وحتماً فهذا المقياس أصبح مستعصياً على الفهم مع تغير أسباب الحضارة الإنسانية وتعدد ألسنتها وعلومها وبرأي يخصني فقط أطرح سؤالاً للتفكير :
لماذا لاتكون هناك كلمات أخرى بدلاً عن لفظة فعل” في عوالم التعليم المدرسي والأكاديمي ..
فيكون هناك كلمة خاصة بالصرف وكلمة خاصة بالنحو وكلمة خاصة بالبحور الشعرية ..!
أقول ذلك لأن اللفظة ” فعل” ليس لها معنى عندما يتم القياس عليها.. ولكن كونها مرتبطة بالقواعد اللغوية فإن تطور الفكر الإنساني يقتضي بالضرورة موت اللغة العربية القديمة التي استخدمت لفظة “فعل” كمقياس لأنه مقياس يناسب العصر القديم ولغته وفكره, وعليه فإن العصر الراهن وفكره ولغته يجعل ذلك القياس صعباً على أفهام الطلاب والدراسين لانه لاينتمي لعصرهم وثقافتهم !
المصدر
