للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغويون: ابتعاد أبناء العربية عن الإحساس بلغتهم أدى إلى انفصالهم عن التراث

عمر أبو الهيجاء

 

يرى بعض المثقفين والمختصين باللغة العربية، أنهم لا يميلون إلى القول بأن (التراث) قد غدا قاصرا على الكتب القديمة وما تحتويه من موضوعات دينية أو تاريخية، فيما يرى البعض الآخر أن المفردة نفسها قد تقوقعت في دروس المساجد وخطبها.. وأصبحت حبيسة الثقافة التقليدية. «الدستور»، التقت بعض المتخصصين باللغة العربية، وتساءلت معهم عن مفردة (التراث) وهل المقصود بها اللغة العربية؟ وهل فصحى التراث أصبح استعمالها الآن قاصراً على الموضوعات الدينية والتاريخية، فكانت هذه الاستنتاجات.  د. اسماعيل القيام: فصحى التراث واحد من عدة مصطلحات أخرى مثل (العربية القديمة)، و(العربية الكلاسيكية)، وما شابههما، ولعل مصطلح (فصحى التراث)، هو أخف هذه المصطلحات، وأقلها وقعا على النفس، وإن كانت كلها تحاول إسقاط واقع اللغات الأخرى كالإنجليزية مثلا على اللغة العربية، ليثبتوا أن في اللغة العربية كلاسيكي ومعاصر كما في اللغة الإنجليزية، مع أن واقع الأمر مختلف جداً بين العربية وغيرها في هذا الأمر؛ إذ إن الإنجليزية أمرها منبتّ بين حاضرها وماضيها، بخلاف اللغة العربية التي يقرأ أبناؤها آداب العربية ومنجز أجدادهم الثقافي والحضاري منذ 14 قرنا أو يزيد، فلا يعوقهم إلا مصطلح في موضوع متخصص، أو اسم موضع، أو لفظة تستعمل في حقل دلالي لم يعد من ضمن ما نستعمله في بيئاتنا وظروفنا المعاصرة. ولا أميل إلى القول بأن فصحى التراث قد غدت قاصرة على الكتب القديمة وما تحتويه من موضوعات دينية أو تاريخية، فالفصحى فصحى تتلألأ في كل عصر على ألسنة أدباء العربية وما تبدعه أقلامهم. وإن كان من شعور بانفصال فصحى التراث عن فصحانا المعاصرة فإنما مرجع ذلك ابتعاد أبناء العربية عن الإحساس بلغتهم، ومحبتها، والشعور بالاعتزاز عند استعمالها. ولا أدلّ على ذلك من أن كثيرا من القراء يقرأون في كتب التراث وأدب العرب شعره ونثره، ويطربون لذلك وتهتز أحاسيسهم، ونسمع في كل يوم من يقول: لا أستمتع إلا بقراءة الشعر العربي القديم. وما زالت كتب التراث الأدبي والنقدي تُقرأ وتُتذوق لدى كثير من أبناء العربية الذين تربى ذوقهم على حب العربية.  نايف النوايسة: الحديث عن اللغة العربية يطول باعتبارها من أكثر اللغات القديمة حيوية ومرونة واسنيعابا لمستجدات العصر، واما فصحى التراث فأمر يحتاج الى لقاءات عديدة، يرى البعض بأن فصحى التراث تقوقعت في دروس المساجد وخطبها.. واصبحت حبيسة الثقافة التقليدية وعلى راسها النتاج الأدبي.. بالمقابل تبسط فصحى العصر اجنحتها بوساطة وسائل الإعلام المختلفة.. وأود هنا تأكيد موقفي من ان وحدة اللغة هي من اهم مرتكزات وحدة الأمة.. ونحن إذا عدنا إلى تاريخ اللغة العربية سنقف على مراحل نموها وادراك انها تآلفت من عدة لهجات عربية ومن بينها لهجة قريش التي استوعبت وتفاهمت مع الكثير من اللهجات لتعكس مظاهر الحياة العربية المدنية ونزل بها القرآن الكريم.. اللغة العربية تتطور وتستجيب للعصر الذي يضخ في الحياة آلاف المفردات، كما يموت العديد منها، وقد رصدت بعض معاجم اللغة العربية سمات هذا التطور؛ ففي معجم العين للخليل بن احمد  ترد الإشارات بكلمتي (مستعمل او مهمل)، لبعض الكلمات. في العصر الحديث بادر عدد من المهتمين بتطور اللغة ونمائها وطرحوا بعض الرؤى حول اللغة ومنهم (أنيس فريحة)، الذي صرح بالحاجة إلى لغة عربية بسيطة ببعض الأمور مثل حركات الإعراب والمثنى وجمع المذكر السالم والإعداد والضمائر والأفعال الخمسة واسم الموصول ونحو ذلك.  مهدي نصير: الوهن والتَّعدُّد يصيب اللغة عندما يضعف الناطقون بها وينزوون بعيداً عن حركة التاريخ والحضارة ويضطرُّ مثقفوها لاجترار لغتهم القديمة التي لا هي قادرةٌ على حمل الحاضر ولا هي قادرةٌ على التحوُّل والتطور، ويضطرُّ الناس لاجتراح استعمالاتهم اليومية دون وجود مرجعياتٍ لغويةٍ تقوم سنوياً بمراجعة معجم اللغة وإضافة تراكيب وكلماتٍ جديدة للغة الرسمية كما يحصل في اللغات الحيَّة، لأن التحوُّلَ والتطور مرتبطٌ ببنية المجتمع وحيويته واستجاباته الحضارية للمشاكل التي تواجهه، والمجتمعات العربية التي استقالت منذ أكثر من ألفِ عام لم تعد تفكِّر بمشاكلها مما راكمها وأصبحَ من الصعب جداً تفكيك أزمة اللغة العربية المرتبطة بأزمة المجتمعات العربية العاجزة عن مواجهة مشاكلها وإيجاد الحلول القابلة للتطبيق والحياة. اللغة العربية الفصحى التراثية أصبحت لغةً معجميةً وتنامت حولها وبعيداً عنها اللهجات العربية المختلفة والتي هي أيضاً بدأت تبتعد عن بعضها متأثرةً بعوامل جغرافيةٍ وتاريخيةٍ وسياسيةٍ مختلفة. عندما يكون الفرق شاسعاً بين اللغة العربية الفصيحة واللهجات العربية المحكية فهذا يؤشِّر على ضعف بنية الأمَّة وعدم قدرتها على ردم الهوَّة بين الواقع المعاش ولغته المنفلتة وبين تاريخ اللغة وتراكيبها التي تحمل واقعاً قديماً ساكناً في بنيتها الدلالية والغكرية والصرفية توقَّف عند لحظةٍ تاريخيةٍ قديمةٍ وفقد القدرة على التقدم، لذلك فهو يُعبِّرُ عن تلك اللحظة التراثية القديمة التي توقَّفَ عندها.  د. حنان سعادة: ظهر في فترة متأخرة ما يسمى بفصحى التراث والفصحى المعاصرة، ودرج بعض الباحثين في التفريق بينهما، فذهبوا إلى أن فصحى التراث هي لغة الكتابة التي تدون بها المؤلفات والصحف والمجلات، وشؤون القضاء والتشريع والإدارة، ويؤلف بها الشعر والنثر الفني، وتستخدم في الخطابة والتدريس والمحاضرات، وفي تفاهم العامة إذا كانوا بصدد موضوع يمت بصلة إلى الآداب والعلوم، وهذه الفصحى تتجسد في القرآن الكريم فالحديث الشريف ثم في الشعر العربي، وفصحى التراث هي اللغة التي احتفظت بخصائصها النطقية والتركيبية بحيث لم يخالطها ما اختلط العربية المعاصرة من ألفاظ وتراكيب وأساليب حديثة، وهي التي تنزع إلى تقليد أساليب البلغاء والقدماء، ويوشك استعمالها الآن أن يكون مقصوراً على بعض علماء الدين وأصحاب الثقافة العربية الخالصة فهم يحرصون في النطق بها على قواعد وصوتيات اللغة كما عرفها علماؤنا القدماء؛ لذلك لا نجد تطبيقاتها إلا لدى هذه الفئة التي تمرست بالقديم واطلعت على التراث وظلت محافظة على التقاليد اللغوية كما انتهت إليها من علماء العرب الأقدمين. والملاحظ على فصحى التراث أن استعمالها أصبح الآن قاصراً على الموضوعات الدينية والتاريخية، فلا نقرأها إلا في كتب التراث القديمة، وفي الموضوعات الدينية، ولا تسمعها إلا من خطباء المساجد، وعلماء الفقه، وذوي الثقافة التقليدية، ويقابلها في العصر الحديث ما يسمى بالفصحى المعاصرة، وهي الفصحى المتحدث بها بدلا من اللهجات المحكية أو الدارجة، وهي سليل مباشر للعربية التراثية؛ فصلة العربية المعاصرة بفصحى التراث كصلة الابن بأبيه، يحمل الإبن صفات أبيه الوراثية والثقافية ويختلف عنه أنه يعيش في زمن غير زمن أبيه، والفصحى المعاصرة وهي اللغة المستخدمة اليوم بشكل واسع في الصحافة أساسا والمعتمدة في التعليم وفي المعاملات الرسمية، وهي لغة التأليف العلمي والأدبي في معظم كتابات كتّاب هذا العصر.

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية