للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أَشْكَالُ اللّغَةُ العَربيّةُ المُعَاصِرة

د. نوال بنت سيف البلوشية
 
إنّ الحديثَ عن أشكال اللّغة العربيّة المعاصرة يقتضي بالضّرورة الحديث عن مستوياتها، الّتي تعدّ شكلٌ من
أشكالها. وقدْ لا يستطيع الفرد العادي المستخدم للّغة العربيّة؛ أنْ يدرك التّباين الوارد في استخدام اللّغة العربيّة، على صعيد التّواصل اليّوميّ بين النّاس، والشّكل المستخدم في اللّغة المكتوبة. إلا مدرسّ اللّغة العربيّة والمهتم بها، قد يلاحظ أنّ في اللّغة المكتوبة شكْلين: الشّكل الأوّل يُعرف بفصحى التّراث؛ تمثلها النّصوص المقدّسة كاللّغة العربيّة الواردة في القرآن الكريم - إذ لا يمكن تغيرها أو تحريفها - . والشّكل الثّاني: يُعرف بالفصحى المعاصرة - المستخدمة في لغة التّعليم والإعلام -.
والباحث المتعمق في علوم اللّغة العربيّة، وقضاياها: يجد الأمر أكثر تعقيدًا مما قد يتصوّر، ويرى غير ما يراه الملاحظ العابر والمدرّس والمهتم، لأنّه يتناول المسألة بأقصى ما يمكن من الموضوعيّة العلميّة. لذا كان انطلاقي في عرض الموضوع - أَشْكَالُ اللّغَةُ العَربيّةُ المُعَاصِرة
- من تعريف دي سوسير (De Saussure) للّغة: بأنّها نظام قائم بذاته، وأداة للتواصل. فاللّغة في تعريفه ظاهرة اجتماعية أخصّ من اللّسان - ظاهرة إنسانيّة - ، ولها أشكال كثيرة تنتج من المَلَكَة اللّسانيّة. بخلاف ما يراه بعض اللّغويين في نطاق اللّغة العربيّة؛ أنّها تقتصر في شكلين لغويين: اللّغة العربيّة الفصيحة المستخدمة في الجوانب التّعليميّة والإعلاميّة، واللّغة العربيّة العاميّة المستخدمة في الحياة اليّوميّة. ومن التّحليل اللّغويّ الرّباعي لـ  غوبار (H.Gobar)، الّذي بيّن فيه أنّ لكلّ لغةٍ أربعة مستويات:
1. المستوى المحليّ: يمثل لغة القرية أو القبلية، وهي لغة ذات استخدام خاصّ ومحدود. 
2. المستوى النّاقل: يمثل لغة مشتركة بين النّاس، كلغة الإعلام والتّعليم والتّجارة.
3. المستوى المرجعيّ: يمثل لغة الثّقافة الأدبيّة بالمجتمع.
4. المستوى الرّوحانيّ: يمثل لغة مقدسة ذات تقاليد مرجعيّة ووظيفتها نقل رسالة تهدف إلى إثارة أصداء عاطفيّة وفكريّة وروحانيّة متعددة في الإنسان، مثل لغة النصوص المقدسة - لغة القرآن الكريم-.

والّذي يجب أن نؤكده في هذا المقام أن تصنيف أشكال اللّغة العربيّة المعاصرة المنبثقة من تعريف دي سوسير (De Saussure) للّغة وتقسيم غوبار (H.Gobar) لمستويات اللّغة الأربع؛ لا يختلف ولا يتنافى مع انتمائنا القوميّ لوحدة اللّغة العربيّة؛ وإنّما تدلل قدرة اللّغة العربيّة على مواكبة عجلة  التّطوّر  في أغلب أحواله سواءٌ أكان على مستوى علوم اللّغة أو على مستوى الحياة اليّوميّة، وهي  ضرورة  ملحة، وحقيقة لا يمكن إنكارها؛ في عصرٍ يشهد بالتّغيرات والتّطورّات المستمرة في وسائل الحياة وتصاريفها.

كما تؤكد لنا تلك الأشكال المعاصرة للّغة العربيّة، لم تكن بمعزل عن هذه التّطوّرات باعتبارها أداة التّعبير عن حاجات المجتمع، والّذي يؤكد الجانب النّفعيّ لاستخدام اللّغة سواءٌ أكان في الجانب الاجتماعيّ أو في الجانب الوظيفيّ للّغة؛ تعريف كلّ من  ابن جنيّ للّغة بأنّها: " أصوات يعبّر بها كلّ قومٍ عن أغراضهم".  
وتعريف ابن خلدون للّغة في قوله : "اعلم أنَّ اللغةَ في المتعارف هي عبارة المتكلّم عن مقصودة، وتلك العبارة فعل لسانيّ ناشئ عن القصد بإفادة الكلام، فلا بُدَّ أن تصير مَلَكَة متقررة في العضو الفاعل لها، وهو اللّسان، وهو في كلّ أمة بحسب اصطلاحاتهم ... ".   
لذا قال جوزيف ديشي (j. Dichy ) الأستاذ في جامعة ليون الثّانية في فرنسا "أنّ اللّغة العربيّة واحدة من عظيمات لغات الحضارة وأندرها, نقلت في حالة تبقى, على غير قياس, أكثر قربًا من شكْلها المعاصر, جملة من النّصّوص الّتي تعود إلى القرن الثّامن أو التّاسع أو العاشر...، على غير ما كان عليه الأمر في اللّغتين الفرنسيّة والإنجليزيّة في القرنين الرّابع عشر والخامس عشر".
نستنتج مما سبق
أن هناك مستوى متوسط بين اللّغة الفصحى المعاصرة والعاميّة. فلا هو فصيح كليًّا, ولا هو عامي كليًا. إنّه شكل هجين يدخل في تركيبه الفصحى المعاصرة والعاميّة. وعليه تتلخص أَشْكَال اللّغة العربيّة المُعَاصِرة من منظور علم اللّسانيات الحديث في الآتي:
1. فصحي التّراث المتمثلة في لغة القرآن الكريم.
2. الفصحى المعاصرة المتمثلة في لغة الإعلام والتّعليم والمثقفين.
3. العربيّة العاميّة وفق جغرافيّة كل ّ إقليمٍ وقطرٍ عربيّ.
المراجع:
أولًا: المراجع العربيّة
1] ابن خلدون،  عبد الرحمن  أبو زيد ولي الدين (2004). مقدمة العلامة ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر. بيروت: دار الفكر.
2] ابن فارس، أحمد بن زكريا (د:ت). معجم مقايس اللغة. تحقيق عبد السلام هارون، بيروت
4] عمّار، سام (2002). اتجاهات حديثة في تدريس اللّغة العربيّة. بيروت: مؤسسة الرّسالة. 
3] عمّار، سام (2011). محاضرة في نظريات المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية. (مذكرات غير منشورة)، كلية التّربية، جامعة السلطان قابوس.

1. Larsen, V., Gilchrist, N. D., & Wright, N. D. (1999). THE ESSENTIAL FERDINAND deSAUSSURE:PARADIGMATICANDSYNTAGMATICDIMENSIONSOFVISUAL. RHETORIC AlliedAcademiesInternational Conference.Academyof       MarketingStudies.Proceedings,4(1),20-27.Retrievedfrom http://ezproxysrv.squ.edu.om  
2. Suzanne Kemmer  (2016) Guided commentary on de Saussure s Course in Modern Linguistics. . Saussure s glance at the history of LinguisticsChapters 1-5, pp. 1-23. http://www.ruf.rice.edu.
3. Alison Wray, ed. 2002. The Transition to Language. (Studies in the Evolution of Language.) (Papers by Bickerton, Burling, Hurford, and others. )


   
 

 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية