للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تردي حال اللغة العربية

أ. حماد صبح

 خبران من مصر هذا الأسبوع يتصلان بالعربية .في الخبرين يختلط ما يسر بما يحزن . في الخبر الأول أن وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس عبد الحافظ وحيد عاقب موجهة لغة عربية بخصم قيمة 10% من راتبها لورود أخطاء إملائية في اختبار اللغة العربية الذي وضعته لطلاب الصف الثاني الثانوي الصناعي حيث كتبت " التقس " و " السواريخ " و " سحيح " عوض " الطقس " و" الصواريخ " و " صحيح " . يسر في الخبر أن يكون في الوزارة من هو بهذه الغيرة الصادقة على اللغة الوطنية ، ويحزن فيه أن تكون موجهة لغة عربية بهذا التدني الذي أوقعها فيه غلبة عاميتها على العربية الفصيحة التي يفترض أنها على درجة مناسبة من معرفتها ، ويحزن فيه أيضا حرمان الموجهة ثلث راتبها الذي هي في شديد الحاجة إليه . والخبر الثاني خلاصته أن مواطنا من المنصورة صفع الإمام بعد صلاة الجمعة صفعات أودت بحياته ؛ لأن الإمام أخطأ في قراءة القرآن . هنا يتقدم الحزن على السرور لموت الإمام الستيني بصفعة مواطنه الستيني ؛ فكلاهما في الرابعة والستين . غيرة الصافع الكبيرة على القرآن الكريم قداسة ولغة ، وهي ما يسر، أعجلته لرد لا يليق ، فكان الحزن لموت إنسان بريء . ما أكثر ما كتب وما يكتب عن تردي حال العربية في صنوف استخداماتها منطوقة ومكتوبة ! ونتخوف أن ما سيكتب عن ترديها مستقبلا قد يقل ، لا لتحسن حالها وصحة أداء أهلها بها ، وإنما لليأس من تقليل ذلك التردي بله التخلص منه اقتناعا وتوثقا باتساع الخرق على الراقع وبلى الثوب ذاته . وسئم المجاهدون عن العربية من رصد ظواهر ترديها ، وتعليل أسبابه ، واقتراح الحلول الشافية . وكل واحد من الجوانب الثلاثة يستلزم الكثير من التوضيح والتفصيل ، وأجتزىء هنا باقتراح بعض وسائل الشفاء من التردي الكتابي أو الإملاء ، والنحو :

أولا : العودة إلى اعتبار المرحلة الابتدائية مدة كافية لإتقان مهارة الكتابة ، ويمنع انتقال أي تلميذ للمرحلة التالية لا يتقن الكتابة . ثانيا : عدم التسامح مع الخطأ في الكتابة والنحو حتى في أسماء المحلات .
ثالثا : لا تنشر وسائل الإعلام خاصة المواقع الإليكترونية أي مادة لكاتب أو إعلامي سيء اللغة إملاء ونحوا .
رابعا : رصد جوائز سنوية على مختلف المستويات والمجالات للوسائل الإعلامية السليمة اللغة .
خامسا : رفع درجة النجاح في اختبارات اللغة العربية في التعليم العام عن درجة النجاح في بقية المباحث بأن تزيد عليها عشر درجات مئوية مثلا . خامسا : تقوية حبها في نفوس الناس ، ومحاسبة من يزدريها . مما اشتهر من ازدرائها أن بعض الصحف المصرية مثلا كانت تلقب مدرس النصوص في رسومها الهزلية مدرس اللصوص . ومنذ حين قريب قالت كاتبة عربية إن إحدى قريباتها أسمعتها في الهاتف صوت طفلتها بنت السابعة وهي تبكي رافضة القراءة في كتاب اللغة العربية ، ومصرة على قراءة كتاب الإنجليزية ! والسؤال : من أوصل الطفلة إلى بغض العربية وحب الإنجليزية ؟ المؤكد أنه ليس عيب الأولى وحسن الثانية .
سادسا : الانتباه إلى أن الكتابة على لحاسوب تسهم في زيادة الأخطاء الكتابية وليدة السهو . يحدث أن نضغط على الحرف المجاور بدل الحرف المراد ، وأحيانا تكون الضغطة خفيفة لا تظهر الحرف ، وعدم مراجعة ما كتب ، وهو ما يحدث من بعض الكاتبين ، يترك الخطأ دون تصحيح ، وأحيانا تبقى بعض الأخطاء حتى مع المراجعة التي تعتمد دقتها على حالة المراجع الذهنية والنفسية ووقته .
سابعا : حين يسترشد بي بعض الإعلاميين الشباب عن وسيلة تخلصهم من أخطائهم الكتابية أنصحهم " بالنسخ " ، فيستنكرون نصيحتي ، ويتساءلون : " ننسخ بعد أن تخرجنا في الجامعة ؟! " ، فأجيبهم بأن الحكم عليهم بمستوى كتابتهم الواقعي لا بشهاداتهم التي تشهد على قصورهم المشين في الكتابة ؛ إذ المتوقع منهم ما داموا حملة شهادات جامعية أيا كان تخصصهم أن يكونوا سليمي الكتابة . وحقيقة أن النسخ أقصر وسيلة لتعلم الكتابة الصحيحة ، والتقليل منه في المرحلة الابتدائية أسهم بفاعلية كبيرة في تردي كتابة التلاميذ الذين سار معهم ترديهم حتى بعد تخرجهم في الجامعة ، وصار تخلصهم منه صعبا لتكبرهم عن وسيلته الفعالة وهي النسخ ، ولانشغالهم بمشكلات عملهم ومشكلات حياتهم عن إصلاح قصورهم في الكتابة وغيرها من القضايا اللغوية . وطريقة النسخ التي يمكن أن تتبع تبدأ بقراءة عدة أسطر نثرية أو عدة أبيات شعرية ، وتفحص كتابة كلماتها ، ثم الشروع في نسخها . وملازمة هذه الطريقة بين وقت وآخر بحماسة ومحبة وانتظام مع تجنب الشعور بالسأم والاستثقال ستخلص من يتبعها من أكثر عيوبه الكتابية القبيحة المخزية . ويمكن اكتساب المهارة الكتابية، إضافة إلى طريقة النسخ ، بالاستعانة بكتيب في قواعد الإملاء ، وسميته كتيبا لكون قواعد الإملاء توجز في كتيبات ، ومن شأن هذه الاستعانة أن تعزز المهارة المكتسبة من النسخ بضوابط علمية تزيدها وضوحا وتثبيتا ، ويلجأ إليها الشخص عند الالتباس والشك . وسيكتشف من يجدون ويصدقون في التخلص من مشكلاتهم الكتابية أنها ليست بالاستعصاء الذي يتوهمونه ويضخمونه . 
 

دنيا الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية