أنييسا سلامة
ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكتابة باللغة الإنجليزية المعربة “العربيزي” وهي مزيج بين اللغة العربية والإنجليزية، وانتشرت بشكل كبير، وأصبحت في متناول الجميع خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما “الفيس بوك”.
ويرى دكتور اللغة العربية خليل عيسى من جامعة بيت لحم أن طريقة الكتابة المستعملة اليوم عبر وسائل التواصل الحديثة لا تؤثر بالقدر المهول الذي يتم الحديث عنه، فاللغة العربية تعرضت لحملات أشرس وأكبر من ذلك بكثير في نفي اللغة أصلا من الوجود لذلك لا يوجد خوف على اللغة العربية من الاندثار.
وأضاف د. عيسى في حديثه مع PNN قد يتأثر البعض باللغة الإنجليزية المعربة “العربيزي” لكنها لا تستعمل على أرض الواقع لا في الجامعات ولا في المدارس، فهي فقط مقتصرة ومختصرة على وسائل التواصل وخاصة “الفيس بوك”، ربما من باب السهولة لا أكثر ولا أقل.
وتابع الحديث، مسألة السهولة أحد الأمور الإشكالية، فاللغة العريية فيها حركات وهمزات فوقية وسفلية، وهذا غير موجود في اللغة الإنجليزية أو في غير اللغة العربية؛ لذلك يتّجه البعض للتخلص من مسالة كتابة الهمزات والهاء والتاء المربوطة والألف القائمة والمكسورة فهي من باب اليسر، أو عدم الشعور بالثقة حيال اللغة، وعدم وجود شعور عميق بقيمة هذه اللغة بالإضافة إلى عقدة النقص بحيث يشعر الشخص بأنه أرقى حين يكتب باللغة الإنجليزية.
وأشار د. عيسى أنه في آخر الوجود العربي في إسبانيا استعمل العرب طريقة مماثلة ” للعربيزي” ألا وهي كتابة اللغة العربية بالحروف الإسبانية حفاظا على التراث العربي المكتوب من أن تطاله يد الحرق؛ لأن الإسبان في ذلك الوقت كانوا يحرقون أي كتاب حروفه عربية، وقد عرفت تلك المؤلفات المكتوبة بحروف إسبانية وهي عربية المضمون ” ألخميادَس”.
وأَمِلَ أن يعتز الناس بلغتهم ويعتدّوا بحروف لغتهم ويكتبوا بها طالما أن الحروف والكلامات تفي بالغرض، إضافة إلى غنى اللغة العربية في ميدان حروفها وحركاتها.
الكتابة ” بالعربيزي” ما هو الا اعتياد
من جهتها، قالت آية عبد سالم إن ظاهرة الكتابة باللغة الإنجليزية المعربة بدأت من خلال استخدام رسائل ال”SMS”، فالحروف العربية تأخذ حيزا كبيرا في الرسائل فيحتاج المستخدم إلى تقليل عدد الكلمات على عكس الكتابة باللغة الإنجليزية المعربة التي تأخذ مساحة أقل بكثير مما يتيح للناس التوسع أكثر في الكتابة، فاعتاد الناس على الكتابة بهذه الطريقة حتى وصل استخدامها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت عبد سالم أنها تستخدم اللغة الإنجليزية المعربة لأنها تجد صعوبات في كتابة بعض الكالمات العامية، مشددة أنه هذا ليس من باب التباهي أو التفاخر، فكثرا مما يكتبون بالعربية ولكنّهم لا يجيدونها.
بدورها، أفادت جوليانا المصري بأنها مجرد ظاهرة اعتياد لا أكثر، وأسرع بالكتابة، مشيرة إلى أن ممارسة اللغة الإنجليزية أيضا من أجل التواصل مع غير العرب قد يساعد في خلط بين الإنجليزي والإنجليزي المعرب.
وقال أمير أبو عيطة : “إن الكتابة بهذا الشكل هو مجرد اعتياد على هذه اللغة التي أصبحت أسهل من أي لغة أخرى، مضيفا إلى ذلك أنها تساهم في اختصار الوقت والجهد بدلا من الكتابة باللغة العربية.
وشدد على أن الكتابة باللغة “العربيزي” تساعد في نشر الجهل في المجتمع واندثار اللغة العربية في حال الإستمرار بالأمر.
وقالت سارة السيد أحمد إن السبب في ذلك يعود إلى عدم حفظ ترتيب الحروف باللغة العربية وإتقانها باللغة الإنجليزية.
وقالت مريام أبو الذنين إن الكتابة “بالعربيزي” أسهل لها؛ لأنها اعتادت على كتابة الحروف العربية بالإنجليزية، أما فيما يخص اللغة العربية فهي بطيئة جدا في الكتابة؛ لعدم ممارستها الكتابة باللغة العربية، منوهة إلى أن ذلك يعتمد على الأشخاص الذين تحادثهم.
وأضافت أبو الذنين، أنها تفتخر باللغة العربية وتحب الكتابة بالعربية لو كانت تجيد حفظ ترتيب الحروف.
“العربيزي” مواكبة للتطور والموضة
ويرى علاء قمصية: أن الدافع من وراء الكتابة باللغة الإنجليزية المعربة هو سفر الناس قديما إلى دول أجنبية، وعدم إحتواء الأجهزة التي كانت معهم على اللغة العربية، فلجأ الناس الى استخدامها في الدردشة لعدم توافر برامج تعرّف اللغة العربية على الأجهزة ثم بدأت تدرج هذه الأساليب، فكان أسهل عليهم تعلم هذه اللغة، منوّها إلى أن البعض لجأ لها من أجل مواكبة التطور ومواكبة العصر.
وأضاف قمصية بأن هذا له تأثير سلبي على اللغة، فهو يهدد اللغة ويؤدي الى اندثارها وتلاشيها على المدى البعيد.
وأفاد فريمان سامي أن الكتابة باللغة الإنجليزية المعربة ما هي إلا نوع من التماهي مع ثقافة العولمة، كما أنه نوع من التعبير عن كثير من الكتابات المرنة بصورة أكثر تحررية من سياق اللغة.
استخدام ” العربيزي” تفاديا من الوقوع بالأخطاء
وقال محمود دياب إن الكتابة باللغة العربية سيؤدي إلى وقوع أخطاء فادحة في الإملاء، مضيفا إلى ذلك خروجهم عن صلب الموضوع دون وجود أي قواعد تحكمهم، مؤكدا أن استخدام غير العربية يدل على الفراغ الثقافي.
وقالت نجلاء ناصر إن كثيرا من الناس لا يتقنون الكتابة باللغة العربية جيدا، فيتجهون للكتابة باللغة الإنجليزية المعربة تجنبا للوقوع في الأخطاء.
الكتابة بغير العربية ضعف شخصية وقله ثقة
أما إياد شماسنة فقال: ” إن لجوء بعض الناس إلى الكتابة باللغة “العربيزي”هو ضعف في الشخصية، والشعور بالنقص فيحاولون ان يجعلوا من أنفسهم متميزين تعويضا عن النقص الذين يشعرون به، وبعضهم بالفعل قد تربى في مدارس انجليزية فتلوث بالتقليد الأعمى”.
وأعربت هبة الجعيدي أنه “قد يكون تقليدا للبعض والتأثر بهم، وكأنها صيحة جديدة يجب اتباعها وتقليدها”.
وأضافت أنه يجب الاهتمام باللغة العربية لانها لغتنا الأم وثقافة الأمة العربية، لذلك يجب الإهتمام فيها وغرسها في حياتنا اليومية، مشيرة الى أن الكاتبة “بالعربيزي” لا يجيدها الجميع لان بعضهم من يكتب باللغة العربية فقط مما يؤدي الى عدم فهم بعض الكلمات وصعوبة في القراءة من وجهة نظر المتلقي، لذلك يجب تعزيز الثقة بالنفس.
فيما قالت روان حميدة: إن الأشخاص بإمكانهم أن يكتبوا باللغتين سواء العربية أو الإنجليزية المعربة لكن من وجهة نظرهم قد يكون للتباهي والتفاخر او بحسب نفسيتهم فهذا يختلف من شخص إلى آخر بحسب تفكيرهم وتوجههم.
وتبقى للغة العربية قيمة جوهرية في حياة الأمة العربية لما تحفل من معاني وتحمل أفكارا التي بدورها تقيم روابط الإتصال بين أبناء الأمة الواحدة.
شبكة فلسطين الاخبارية