صحيفة اللغة العربية

جاء برنامج «فصاحة» ليمثل نقلة نوعية فريدة من نوعها على مستوى الإعلام المرئي في الوطن العربي، من حيث عنايته باللغة العربية وفصاحتها في ظل محاولات عدة لتهميش لغتنا الجميلة في السنوات الأخيرة واستحضار لغات أخرى، فجاء الاسم «فصاحة» ليعطي إيحاء مباشرا عن ماهية هذا البرنامج وأهمية اللغة العربية وجمالها وبريقها ورونقها، وفي الوقت الذي لم نعد نرى فيه تطرقا أو اهتماما للغة العربية مع طغيان لغات ولهجات أخرى، جاءت خطوة المؤسسة القطرية للإعلام عبر رئيسها التنفيذي سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني بإطلاق برنامج «فصاحة» والذي شكل حدثا مهما لكل عربي مسلم، ليتذكروا أن لغة القرآن الكريم، ولغة العرب اللغة العربية تستحق الاهتمام بها.

والحق يقال إن هذه الخطوة من قبل المؤسسة القطرية للإعلام بإطلاق برنامج «فصاحة» وتوفير الدعم اللازم له، ليس شيئا مستغربا على دولة قطر التي لها اهتمامات عدة في اللغة العربية والمحافظة عليها، ففي كل حدث ومحفل نجد اهتمام دولة قطر باللغة العربية. وفي الوقت الذي شهد العديد من المؤسسات الإعلامية تراجعا وانحدارا ملحوظا في تعاطيها مع البرامج الخاصة بالشعر وجعل البرامج الشعرية ينصب اهتمامها في الإطارين الربحي المادي والترفيهي وما نتج عنه من مشاحنات وتعصب، جاء «فصاحة» ليعطي بارقة أمل في الوطن العربي، بل إن هذا البرنامج كان رسالة موجهة إلى أن اللغة العربية هي لغتنا الأم، وأن اللغة العربية نستطيع من خلالها طرح قضايا وهموم الأمة عبر قالب شعري لغوي فصيح. وهذا ما تضمنه برنامج «فصاحة» من خلال مشاركات المتسابقين على مدى الحلقات الماضية، وفي الوقت الذي وصل فيه البرنامج لمحطة الختام بتتويج «بطل فصاحة» في موسمه الأول، فإن أثر البرنامج على مدى الحلقات الماضية كان واضحا وبارزا من خلال التغطيات الإعلامية واللقاءات المباشرة مع القائمين عليه، وردود الفعل الواسعة مع نهاية كل حلقة تؤكد أن النجاح الباهر في موسمه الأول.

ومع نهاية برنامج «فصاحة» وحلقته الأخيرة أمس، من المؤكد أن الموسم المقبل سيشهد إقبالا متزايدا على المشاركة به، فهذا البرنامج أعطانا بارقة أمل ونورا نستضاء به وسط عتمة محاولات التهميش، وأن لغتنا العربية ما زالت بخير في ظل إعلام هادف يتطلع لخدمة قضايا الأمة عبر بيان أهمية لغتها، فتحية للمؤسسة القطرية للإعلام على السبق في هذا الطرح.