للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية قلب الهُوية

د. حنان الفياض

 نسمع في ظل الاندفاع العاطفي تجاه اللغة العربية أصواتاً هادئة تسأل: هل نحن بالفعل يجب أن نعيش هذه الحالة من القلق تجاه اللغة العربية؟! وهذا الصوت الهادئ لا يحتاج إقناعه إلى أكثر من قراءة متأنية للواقع.

وقد سجل الواقع في هذا الشأن نقاطاً عديدة، منها:
- أن الهُوية الوطنية تعيش تحدياً كبيراً في ظل الانفتاح على الثقافات المتنوعة والألسن المتعددة، وفَتْح الباب على مصراعيه للتلقي فقط، دون حركة دفعٍ مواكبة، يُعرّض الهُوية الوطنية للتلاشي التدريجي والذوبان، فليشمر الباحثون، ويبدؤوا في دراسة هذا الأمر إذا كانوا على استعداد لتلقي الصدمة.
- أن الجيل الحالي لا يهجر اللغة العربية فحسب، بل يحتقرُها، ويعتبرها مادة للتندر والاستظراف في أحسن حالات استخدامها.
- أن هناك اتجاهاً سائداً بين أبناء هذا الجيل أن اللغة العربية لغة قديمة، وتعلّمها لا يمثل مواكبة للحداثة والتطور الذي تعيشه البلاد.
- الاعتقاد بأن المتخصص في اللغة العربية لا يمكن أن يجد وظيفة مناسبة، وإذا وجد فإن هذه الوظيفة لا تكون بالمستوى المطلوب.
إن انتشار مثل هذه الأفكار قد أضرّ كثيراً بنظرة هذا الجيل للغة وتوجهاته نحوها، وإن من المؤسف فعلا أن نجد بعض أولياء الأمور يزرعون هذه المعتقدات في ضمائر أبنائهم، ويعززونها في نفوسهم.
إن اللغة عند كل الأمم هي عنوان السيادة، واللغة تسود بسيادة أهلها، وتضعف بضعفهم، لذلك فإن الضعف الحالي في اللغة العربية هو مؤشر مقلق على وضع هذه السيادة.
لذلك فمن المهم الآن، ونحن في مرحلة التشريع لقانون حماية اللغة العربية الذي أقره مجلس الوزراء في فبراير الماضي، أن تمتد أذرع التنفيذ وأدواته الصارمة بقوة القانون إلى مختلف مكونات «المجال العام»، وفي مقدمة هذه المكونات الأسرة والتعليم، وأظننا اليوم صرنا أكثر وعياً بحجم الخسائر التي تراكمت عبر سنوات من الهجر للغة العربية خسرنا فيها كنزاً من كنوز الحكمة، ورافداً أصيلاً من روافد الهُوية الوطنية.
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية