للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

رئيس إذاعة القرآن الكريم: اللغة العربية تحتضر من ألسنة الإعلاميين وفي القنوات الفضائية

شيماء مزيد

 الدكتور عبد الله الخولى من مواليد قرية بهتيم بمحافظة القليوبية، تعلم وبدأ حياته في الكتاب وتدرج في المراحل التعليمية المختلفة، والتحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1983م، وحصل علي الماجستير في عنوان منهج المعربين للقرآن الكريم من خلال سورة البقرة، والدكتوراه في موضوع تحت عنوان قواعد التوجيه في النحو العربي والمقصود بها (القواعد الأصولية التي بُني عليها النحو العربي)، ولكنه اتجه إلى مجال الإعلام وتولى مناصب عديدة في هذا المجال.

وإليكم نص الحوار.

بداية.. ما سبب دخولك في مجال الإعلام؟

نظراً لأنني في المرحلة الإعدادية والثانوية كنت في الإذاعة المدرسية، فعشقت هذا الموضوع، وتمنيت من الله عز وجل أن يكتب لي التوفيق كي أكون مذيعاً في إذاعة القرآن الكريم، ومن ثم كان هناك إعلان يتبع قطاع الإذاعة تقدمنا إلي هذا الإعلان، ودخلنا الإختبارات، وكان التوفيق حليف لنا، وأصبحت مذيعاً في إذاعة القرآن الكريم .

وما المشاكل التي واجتهك في هذا المجال؟

أحدثِك بكل صدق أنا من أسرة فقيرة جداً، وكان حظنا من الدنيا قليل فلم تكن لي المعرفة التي يمكن أن تحركني في مبنى الإذاعة، وعندما نجحت مذيعاً ولم يكن لي أحد من البشر اعتمد عليه، وعرفت من أول يوم بلغتي وطلاقة لساني رزقني الله بمن أبعدني عن مجال العمل الإذاعي، وذهبت كي أعمل مصححاً في الأخبار المركزية مع أنني اجتزت اختبار مذيعيين ونجحت مذيعاً، فنظراً لأنني ما كنت أعرف أحداً تسلمت العمل في هذا المكان، والناس تعجبوا.. لماذا لم تعمل مذيعاً؟!.

وما الذي حدث بعدها؟

أقنعني البعض بالذهاب إلي رئيس الإذاعة وكان وقتها الأستاذ فهمي عمر ذهبت إليه وعرفته بنفسي، وفوجئت بأن الرجل يسمع عني من خلال القيادات الموجودة في الأخبار، فلما ذهبت إليه كي أطلب منه الانتقال إلى إذاعة القرآن الكريم تذكرني ووعدني بأنني سأنتقل إليها، وبعد الدخول إليه مراراً وتكراراً كُلِل هذا الدخول بإنتقالي إلي إذاعة القرآن الكريم، وعملت مذيعاً فيها.

ما البرامج الإذاعية التي قدمتها؟

قدمتُ في إذاعة القرآن الكريم برامج كثيرة، فمن برامج المناسبات في شهر ربيع الأول قدمت: والرسول يتحدث عن نفسه، وفي موسم الحج قدمت أكثر من فكرة تتحدث عن تاريخ البيت الحرام ومعالم الحج والعمرة، وفي موسم الإسراء والمعراج قدمت أكثر من برنامج عن آيات من الإسراء والمعراج، وفي موسم شعبان قدمت سهرة عن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلي بيت الله الحرام، وفي مناسبة الهجرة قدمت معالم في طريق الهجرة هذه هي البرامج الموسمية.

أما بالنسبة للبرامج الدائمة قدمت “بلاغة الرسول صلي الله عليه وسلم”، وبرنامج “في رياض العربية” وهو برنامج يقدم القواعد بإسلوب حواري.


الخولى مع مندوبة محيط

ما أكثر البرامج الإذاعية التي ترى أنها أثرت في الجمهور؟

بلاغة الرسول صلي الله عليه وسلم لأنه استمر أكثر من 20 عاماً، وكنا نتناول أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم تناولاً بلاغياً نبرز من خلاله المعنى العام ونوظف البلاغة في توضيح المعنى.

ما سر تعلقك باللغة العربية الفصحى؟

كانت أمنيتي أن أدخل كلية العلوم قسم كيمياء، لأنني كنت أحب العلوم، لكن جائتني كلية العلوم في الأقاليم، وأنا من أسرة تكاد تكون فقيرة وليست متوسطة، فما كانوا يملكون المصاريف التي يمكن أن تؤهلني للذهاب إلي هذه الأقاليم، ولي أخ تخرج من دار العلوم حببني في هذه الكلية، ومنذ أن عزمت دخولها بدأت أثقف نفسي وحفظت “ألفية ابن مالك” قبل أن أدخل العام الدراسي الأول في كلية دار العلوم.

وما رأيك في انتقال اللهجة العامية إلي كثير من وسائل الإعلام؟

هذا أمر خطير جداً، ويضر باللغة، نجد الآن معظم الشباب يكتبون علي “الفيس بوك” باللغة العامية، أو يترجمون الكلمات الإنجليزية ويكتبونها بحروف عربية، هذه مشكلة خطيرة، والذي يتصفح “الفيس بوك” يستطيع أن يقول علي اللغة العربية السلام.

فاللغة العربية تحتضر على ألسنة الإعلاميين وفي القنوات الإعلامية ولابد أن نفطن إلي هذا وأن نعود إلي لغتنا العربية، فاللغة هي الأساس، اللغة هي الهوية، ولعلك تلاحظين أن الأجانب يعتزون بلغتهم، فنحن أولى بالإعتزاز باللغة العربية، لأن اعتزازنا باللغة العربية يقوي اعتزازنا بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة وبالتراث الإسلامي، فلابد من العودة إلي لغتنا العربية لأننا اسمنا (جمهورية مصر العربية) يعنى العربية أصبحت جزءاً من عنوان بلادنا ولابد أن نعنى بِها لأنها هويتنا.

تنشر دروساً لقواعد اللغة العربية علي الحساب الخاص بك علي الفيس بوك.. ما مدى إفادة الناس من هذه الدروس؟

أجدُ صدى إيجابي لهذه الدروس لدرجة أنني إذا غبت يتصلون بي ويسألونني عنها، الحمد لله أكتب كل أسبوع قاعدة من القواعد وهذه القاعدة تجد قبولاً لدي الناس، والبعض يستفسر عن بعض المسائل من خلال “الفيس بوك” أنا استغل “الفيس بوك” استغلالاً علمياً وليس استغلالاً ترفيهياً أو تضيعاً للوقت، وهذا ما نقوله لجميع الشباب “الفيس بوك” نعمة من نعم الله لابد أن تُستغل في صالح العام وفي الثقافة والعلم، ولا تُستغل في أشياء آخري تغضب الله وتغضب رسول الله صلي الله عليه وسلم.

لماذا لم تصدر كتاب خاص بقواعد اللغة العربية؟

كتب اللغة العربية كثيرة جداً ومتاحة في الأسواق، وأنتِ تعلمين ليس هناك اقبالاً من الناس علي هذه الكتب، ثم أنني لو رغبت في أن أطبع كتاباً المطبعة نفسها ليس لديها قناعة بأن هذا الكتاب سيدر عليها ربحاً فلن تجد تشجيعاً، لكن البديل أنني الذي أرغب في نشره سوف أكتبه علي “الفيس بوك” وسوف يصل إلي الناس.

كيف تجذب إذاعة القرآن الكريم الجمهور؟

لعلك تعلمين أن الشعب المصري متدين بطبعه ويألف كل شيء له علاقة بالدين، فإذاعة القرآن الكريم يعشقها المصريون ليس من أجل العاملين بها، ولكن من أجل المادة الإعلامية التي تقدمها، فإذاعة القرآن الكريم تحتل المرتبة الأولى في الاستماع، فالمستمع يسمعها لأن بها قرآن بأصوات كبار القراء، بها المصاحف المرتلة بأصوات أعظم القراء، بها الابتهالات الدينية، تأتي في المرتبة الأخيرة البرامج التي تقدمها إذاعة القرآن الكريم، والدليل أن الناس أحياناً يتركون المذياع وهم ليسوا في المنزل تبركاً بما يذاع في القرآن الكريم.

ما الجديد في إذاعة القرآن الكريم؟

لعلك تعلمين أن الدورة الإذاعية مدتها ثلاثة أشهر، فنحن متجددون كل ثلاثة أشهر من خلال الدورة البرامجية، الأولي تبدأ في يناير والثانية تبدأ في ابريل وهكذا.

والجديد حالياً أن الإذاعة لديها فترات مفتوحة، وهذه لم تكن موجودة من قبل، عندنا 3 فترات مفتوحة، فترة يوم الاثنين، وفترة يوم الأربعاء نتناول فيها الموضوعات الجديدة التي تطرأ علي الساحة الإعلامية أو الساحة الوطنية، لدينا فترة مفتوحة أخرى يوم الجمعة نتلقى فيها أسئلة المستمعين ويجيب عنها أحد الأساتذة المتخصصون في الفقه.

ما سلبيات وايجابيات إذاعة القرآن الكريم؟

هناك سلبيات كثيرة، ولا بد أن نفرق بين ما قبل الثورتين وما بعد الثورتين، ما قبل ثورة 25 و30 كان هناك نوع من التمسك بالأخلاقيات، بعد هاتين الثورتين للأسف فهمَ الناس الحرية فهماً خاطئاً؛ أنه يفعل ما يشاء دون أن يكون هناك رقيباً عليه، المشكلة الأخرى الناس في هذا العصر ألِفوا القديم ولا يقبلون الجديد، الذي له برنامج ألِفَ أن يُقدم هذا البرنامج وعنده قناعة أنه لن ينتهي، فكل إنسان له حق العمل، لكن لابد أن يعمل بما يخدم المكان ولا يخدم مصلحته الشخصية.

أما عن الإيجابيات حدثي ولا حرج، أصبحنا الآن نستطيع أن نقول ما نشاء، أصبح الإعلام منفتحاً من الممكن أن نأتي بأفكار جديدة وموضوعات جديدة، وأن نستضيف أساتذة جدد في مجال الإعلام، الآن أصبح مجالاً مفتوحاً وليس لنا رقيب، ولا يستطيع أحداً أن يقول أفعل ولا تفعل ما دمنا نراعي مصلحة الوطن والمواطن، لأن إذاعة القرآن الكريم جزء من الإعلام الوطني، جزء من الدولة.

كيف احتفلت الإذاعة بعيدها ال 52؟

جعلنا الاحتفال هذا العام تحت عنوان “يوم تراثي في حياة إذاعة القرآن الكريم” قدمنا للمستمع التراث الذي تمتلئ به مكتبة إذاعة القرآن الكريم، لدينا تلاوات نادرة ، لدينا أحاديث لكبار الإعلام والمفكرين والعلماء ومشايخ الأزهر، لدينا زملاء رحلوا عنا وقدموا لنا برامج قيمة، خصصنا هذا اليوم للاحتفال بتراث إذاعة القرآن الكريم.

والجديد هذا العام أننا لأول مرة نقدم برنامج وثائقي يتحدث عن إذاعة القرآن الكريم بأصوات رواد الإعلاميين الذين عملوا فيها أو تولوا رئاستها، وقدمنا برنامجا آخر عبارة عن مادة مكتوبة سُجِلت بصوت الزملاء الحاليين تحكي قصة إذاعة القرآن الكريم، وجعلناه تحت عنوان “إذاعة القرآن الكريم من النشأة إلي النمو والتطور”.

أخيرا.. ما نصائحك لطلاب الإعلام؟

طالب الإعلام لابد أن يعي بأمور مهمة جداً:

اللغة العربية لا غنى عنها لأي إنسان يعمل في الحقل الإعلامي، هي مهمة لمن يرغب في أن يعمل محرراً أو معداً أو مذيعاً أو مقدماً للبرامج، حتى لو كان مخرجاً البعض يتعجب مخرج يتعلم اللغة العربية؟!.. نعم لأنه سيُخرِج فإذا سمع ضيفاً أخطأ يمكن أن يصحح له خطأه، لكن مشكلة كليات الإعلام أنها كليات نظرية والكليات النظرية لا تخرج مذيعاً ؛ فطالب الإعلام لابد أن يخرج من الكلية إلي استديو الهواء مباشرة، لكن للأسف طالب الإعلام في هذا العصر يخرج من كلية الإعلام وإذا أتيحت له فرصة عمل أو اختبار فإذا به يرسب لأنه ليست له دراية بقواعد اللغة العربية لأنه يدرسها في نصف عام ولابد أن تستمر مادة اللغة العربية طوال السنوات الأربعة.

لابد أن يدرب نفسه علي الإلقاء السليم، والإلقاء لا يأتي إلا في مرتبة ثانية بعد الإلمام بقواعد اللغة العربية، فلا إلقاء دون لغة.

لابد طالب الإعلام أن يكون علي دراية واسعة بالمعلومات العامة، لابد أن تكون لعبته، ويمكن أن يتحصل علي هذه المعلومات بأسلوب سهل؛ إذا تعود علي قراءة جريدة يومياً ومعه أجنده يكتب فيها ما يظهر له من معلومات، لابد أن يكون لكل طالب إعلام أجندة خاصة بها معلومات عامة، ويمكن أن يتداولها بينه وبين أصدقائه، وأن يلم بقواعد اللغة الأجنبية.
 

محيط

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية