للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

من قتل حاضر فعل كان؟

أ. عبداللطيف الزبيدي

 هل ارتكب اللغويون تقصيراً فادحاً في حق اللغة العربية؟ تهمة كبيرة، وإليكم الحيثيات والبراهين.

ذكرت مؤخراً فعل «كان» فكان ما كان. عند التفكر في أساسيات لغتنا، يومض السؤال:أين مقابل الأفعال «تو بي» الإنجليزي، «آتْرْ» الفرنسي و«هستن» الفارسي، التي تدل على الوجود في الحاضر أو الانبثاق والظهور والحضور في اللحظة والآن؟ هل أصيب فعل «كان» بالبتر الوظيفي فصار في خبر كان، ماضياً غائباً، وغدت «كان» الاستمرارية تخص الذات العليا في أغلب الأحيان: وكان الله غفوراً رحيماً؟
من سخريات القدماء وصفهم الشخص المتسمر في الماضي، بأنه «كنتي» لا يعرف غير كنت وكنت (لسان العرب)، فهل نحن كنتيون نسير على خطى اللغويين الكنتيين؟ لماذا أصبحنا شركاء في الجريمة وقبلنا نعت «كان» بأنه فعل ماضٍ فجردناه من الحضور في الحاضر؟ ألسنا نناقض عقولنا حين نقول في المضارع «يكون» وفي المستقبل «سيكون»؟ كيف يحدث في المستقبل ما حكمنا بأنه مضى؟ فهل تعيد المجامع اللغوية النظر، انطلاقاً من « إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون»؟
لسان العرب: «الكون: الحدث، وقد كان كوناً وكينونة». والكائن الموجود في الحاضر. وكون الشيء أحدثه. وأروع من ذلك «المكان» بمعنى موضع الوجود. ويوضح ابن منظور: «الجمع أمكنة وأماكن، توهموا الميم أصلاً»، ذلك رائع لأنه إشارة، ولو غير مقصودة، إلى الفيزياء والفيزياء الفلكية، إلى الزمكان (تايم - سبيس: الزمان المكان)، فالمكان هو الوجود المادي في الزمان، من غير افتراق وفصل.
العربية لغة سامية، والكينونة كمصدر هي بالضبط «إيثوثو» في الآرامية، ومنها «يثرب»، التي نهى صاحب الرسالة عن استخدامها لأنها وثنية «إيثرابو» أي «يوجد الرب». وسميت«المدينة». استخدام الأفعال في الأسماء غير مأنوس في سمعنا، ولكنه مألوف في الآرامية والعبرية، مثل «إسماعيل»: يسمع الله، «يوسف»: يهوا يضيف، يزيد، و«يو» في يوحنا، يونس إلخ.
لقد فقدت كان وظيفة الحاضر: «كيف نكلم من كان في المهد صبياً»، أي من هو في المهد (كان = إيز الإنجليزية). لماذا يترجمون مقولة شكسبير هكذا: «أكون أو لا أكون» وهي ليست واردة في ضمير المتكلم؟ هذه إشكالية فلسفية تتجاوز حدود اللغة وفقهها، فأين علماء العربية وفقهاؤها؟ وهذه مشكلة في العقلية التي تهمل التفكر في معضلة وجودية ظاهرها لغوي. معنى ذلك أننا نلقي بالحاضر إلى أم قشعم الماضي.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفلسفية: من أصاب الآخر بعدوى فقدان الوظيفة الوجودية في الحاضر، كان أم العرب؟
 

الخليج

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية