|
|

كثرة المترادفات ميزة أم ترف؟
أ. عبدالله الجعيثن
دخل أبو العلاء المعري مجلس الشريف المرتضى فعثر برجل من خلفه، فغضب المركول وقال: (من هذا الكلب؟ فرد المعري: (الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً)، وفيما بعد التقط السيوطي مقولة المعري فنظم أرجوزة من (٣٧) بيتاً تتضمن أكثر من ستين اسماً للكلب، وتم طبع الأرجوزة في كتيب حققه محمود النصار ونشره عام ١٩٨٩م.. قلت: والمترادفات في العربية كثيرة جداً، وهي ميزة حين تعبر كل مفردة عن اختلاف يسير في المسمى.
ولكنها مجرد ترف وفراغ حين تضع للشيء الواحد أسماء كثيرة جداً، للأسد (٣٠٠) اسم، وللذئب العديد من الكنى، وللسيف أكثر من (٣٢٠) اسماً، وللذهب، والفضة، وللسحاب، والتراب، أسماء كثيرة، بل إنّه من النادر أن نجد أقل من عشرة أسماء لكل ما رآه العرب القدماء.
ومن المفيد عقلياً وفنياً تعدد الأسماء إذا دل كل اسم على "خاصية" محددة في المسمى كما ورد في السحاب والذهب ونحو ذلك، ولكن أن يبلغ اسم الأسد -ومثله السيف- أكثر من (٣٠٠) اسم فأظن أن هذا ترف نشأ عن فراغ، وأن أكثر تلك المسميات لا تضيف أي جديد سوى زيادة الغريب والتعقيد، حتى صارت اللغة العربية من أصعب اللغات لكثرة مترادفاتها وإسراف النحاة في تفريع قواعدها وصرفها، حتى أتت الموسوعات والمرويات بأسماء غريبة لكل شيء تقريباً، وبالغ النحاة والصرفيون في التقعيد والتعقيد، حتى أصبح أدق المتخصصين في اللغة العربية غير قادر على الإحاطة بكل تلك المسميات والتفريعات التي كثير منها غير مفيد.
أجمل ما تكون لغة العرب وأوضح ما تكون وأبلغه ما ورد في القرآن الكريم وهو بحمد الله واضح معجز.
الرياض
|
|
|
|
|