للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التلفزيونات والإذاعات المحلية واللغة العربية

أ. نزيه القسوس

 نشعر بالحزن والأسى عندما نسمع بعض المذيعين في تلفزيوناتنا واذاعاتنا المحلية وهم يخطئون أخطاء فاضحة  في لغتنا العربية وكأنهم لم يدرسوا هذه اللغة ولم يتعلموها فهم لا يميزون الفعل من الفاعل ولا المرفوع من المجرور ونحس بأنهم يثقبون آذاننا عندما نستمع إلى هذه الأخطاء القاتلة .

في السنوات الأخيرة نلاحظ أن لغتنا العربية بدأت تتراجع وتكاد تفقد هويتها فنجد أن خريجي كليات  هذه اللغة لا يتقنون قواعدها وبعض مدرسي هذه اللغة في الجامعات يتحدثون مع طلابهم ويحاورونهم  بالعامية وليس بالفصحى وقد تناسوا أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم  التي كرمنا الله بها وأنها ركن أساسي في حضارة أمتنا والأساس المتين في وحدة الأمة وقوتها وهي هويتها وثقافتها ودليل رقيها .
اللغة ليست ترفا بل هي الوعاء الذي يحفظ فكر الأمة وحضارتها وهي مهددة إذا لم تستخدم الإستخدام الأمثل خصوصا في المدارس والجامعات، فمن العيب أن يتحدث مدرسو هذه اللغة سواء في المدارس أو في الجامعات باللهجة العامية ومن العيب أن لا نعطي لغتنا الإهتمام الذي تستحق وهذه مسؤوليتنا جميعا بدون إستثناء ومسؤولية وسائل الإعلام العربية  خصوصا المحطات التلفزيونية إذ نشاهد معظم الذين يتحدثون في هذه الفضائيات من أساتذة وعلماء ورجال دين يتحدثون  باللهجة  العامية  وحتى في الندوات الأدبية والعلمية نجد أن لغة الحوار مع الأسف هي اللغة العامية .
وتحضرني هنا قصة طريفة، ففي أحد شوارع بغداد  علقت على واجهة أحد المحال  التجارية يافطة تحمل إسم المحل وكان في هذه اليافطة خطأ لغوي فرآها أحد أساتذة اللغة الجامعيين وهو الدكتور مصطفى جواد  المعروف بغيرته على هذه اللغة فدخل إلى المحل المذكور ونبه صاحبه إلى الخطأ اللغوي وتمنى عليه أن يعدله وبعد عدة أيام مر هذا العالم اللغوي من أمام هذا المحل ووجد الخطأ اللغوي كما هو ولم يصلح فدخل إلى المحل مرة ثانية وتمنى على صاحبه أن يعدل هذا الخطأ لكن صاحب المحل الذي لا يعرفه نهره ولم يأخذ بما قاله على محمل الجد فما كان من هذا العالم إلا أن أحضر سلما وعلبة دهان وصعد إلى اليافطة ليشطب الخطأ اللغوي ويعدله فأحضر له صاحب المحل الشرطة .
إن اللغة العربية يجب أن تتطور في قاعات المحاضرات والبحث والتحصيل وأن تكون جامعة لإمتنا لا أن تفرقها وأن تكون صورة لضمائرنا وقلوبنا ونفوسنا وفكرنا وثقافتنا وهويتنا القومية لا أن تهبط إلى الدرجات الدنيا .
نريد من أبناء الأمة العربية أن يعتزوا ويفتخروا بلغتهم وأن يتحدثوا بها بلهجة راقية لا أن يخلطوها ببعض المصطلحات الأجنبية كما يفعل الكثيرون وعلى هؤلاء أن يعرفوا بأن بعض الشعوب ترفض التحدث مع بعض أبناء الشعوب الأخرى بلغتهم مع أنهم يتقنون هذه اللغة وذلك من شدة إعتزازهم بلغتهم .
إن اللغة العربية تتعرض لهجمة شرسة من بعض الأوساط الغربية وتتهمها هذه الأوساط بأنها ليست لغة علمية ولا تستوعب المصطلحات العلمية الجديدة ونحن مع الأسف نساعد هؤلاء الحاقدين في هجومهم على لغتنا لأننا لا نعطي هذه اللغة الإهتمام الذي تستحق ولا نحاول تطويرها.

 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية