للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

هنيئاً للعربية هجرتها

أ. حدة حزام

 الوزيرة الشابة الفرنسية المغربية الأصل نجاة فالو بالقاسم، التى تقول بعض مواقع التواصل الاجتماعى إنها كانت راعية أغنام فى صغرها فى بلدها المغرب، لكنها نجحت لما هاجرت بها والدتها إلى فرنسا وترقت فى الدراسة والنضال وصارت وزيرة التربية، هذه الوزيرة «الشاطرة» تمكنت من فرض اللغة العربية لتصبح مع الدخول المقبل إجبارية فى المقررات الدراسية.

طبعاً قرارها واجه رياحاً عاتية، وانتقادات من اليمين، لكن فرنسا تبنت القرار وستصبح اللغة العربية رسمية فى المدارس الفرنسية. أفتح قوسا هنا لأذكر بتجربة لقريبتى أخذت فى السوربون دروسا فى اللغة العربية قالت لى مرة إنها تدرس اللغة العربية بتلك الطريقة الجيدة فى حياتها مثلما درستها فى السوربون، أغلق القوس.

فتح جميل للغة العربية، التى كانت فى زمن ما لغة العلوم فى أوروبا نفسها، لما ترجم عرب الأندلس فكر أثينا وعلومها إلى العربية.

لا أدرى كيف سيرى محاربو الفرنسية فى الجزائر القرار الفرنسى هذا، أم أنهم سيعتبرونه عاديا، بحجة أنها لغة القرآن ولغة «أهل الجنة» ومعذرة لذوى العقل والمنطق. وأن لا كثر الله خيرا لنجاة ولا الحكومة الفرنسية أن تمنح العربية هذه المكانة، التى هى من حقها بقرار إلهى.

لا أدرى ماذا ستنقل العربية إلى الفرنسيين من إضافة فكرية، وهل سيكتفون بالإرث الشعرى والجمالى للعربية الذى لا يختلف حوله أحد؟

ربما حانت الفرصة لهذه اللغة لتتصالح مع مجتمعات العولمة، وتتحرر هناك من ارتباطها بالدين، وتصبح لغة فكر وفلسفة، ولغة علم، فقد كُتب عليها فى القرون القليلة الماضية التقوقع والجمود، وتراجعت لتبقى حبيسة دفات الكتب الصفراء والفكر المتطرف، فصارت مخيفة بعد أن اقترنت بالإرهاب والدروشة، وهو المصير الذى تحتم عليها بعدما حورب أعلامها وعلى رأسهم ابن رشد، وحرقت كتب فلاسفتها، وكفروهم، وأعدموهم، فانكمشت وفقد طريق التنوير.

لن يجرأوا هناك على القول إنها لغة القرآن، ويمنعونها من احتضان الأفكار العصرية، أن تكون لغة علمانية حداثية ستكون مثل كل اللغات هناك، قابلة للتطور، ولاحتواء كل الأفكار.

إنها لغة مهاجرة مثلما هى الكثير من العقول العربية ومنها الوزيرة نفسها، التى هربت من أرض التكفير والدعشنة لتتنفس حرية، وتنفتح على كل الأفكار والديانات، وكل الثقافات، فهنيئاً للعربية هذه الهجرة التى ستضيف لها الكثير!.
 

مصر اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية