للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

ساعة الإعراب.. عندما تنهض العربية وتواجه تحدياتها

 مدخل


اسمه ثابت أحمد ثابت آل حامد من محافظة سوهاج -مركز أخميم- قرية الحواويش عشق اللغة العربية منذ أزهرت براعم الكلام في فمه وتزينت له الدنيا كعروس تقبل على حبيبها عندما باشر عمله كمعلم للغة العربية التي يعشقها حد الوله وقد أرق مضجعه ترك أهل العربية لغتهم وانصرافهم إلى غيرها فكانوا كمن يعق أمه وأباه منصرفًا عنهما مقبلًا على غيرهما جاحدًا لفضلهما فالشارع يتكلم العامية وما يدرسه الطلاب في مادة النحو لا يمثل مادة قوية تفيدهم في التواصل اللغوي فغدا الإعراب مشكلة تؤرقهم فهو يفتقد إلى الممارسة العملية لمادة الإعراب وقد غدا هو والأعجمي سواء يخفض المرفوع وينصب المخفوض وقد ظلت مشكلة عدم استقامة اللسان العربي تؤرقه لفترة طويلة أدمن فيها العكوف على كتب اللغويين لعله يجد وسيلة يمارس من خلالها الإعراب بشكل تتكامل فيه الأهداف المعرفية والمهارية «الحركية» والوجدانية وهذا ما وجده في مشروعه الموسوم بـ«ساعة الإعراب».ساعة الإعراب

ساعة الإعراب بين الفكرة والتطبيق

«ساعة الإعراب» هي عبارة عن مجسم من المعدن بأعلاه أربعة دوائر متحركة مصمم لها صندوق يسمى بصندوق «الجمل» والذي تعرض من خلاله جمل تشمل جميع الوظائف النحوية والإعراب ويقوم الطالب بتحريك الدوائر مستعينًا بها في تحديد الوظيفة النحوية المستهدفة وحكمها الإعرابي ونوع الكلمة وعلامة الإعراب المطلوبة على السهم أعلى الساعة.

وتهدف الساعة إلى إحياء الإعراب ومعالجة الظواهر النحوية باستخدام استراتيجيات التعلم النشط كما تعلم الطالب الإعراب بأسهل الطرق عن طريق ترابط الصورة الذهنية الموجودة بدوائر الساعة المجسمة أمامة بالوظيفة النحوية المراد تعلمها وبهذا ترسخ في ذهنه ولا تغادره أبدًا.

وقد أخذت الفكرة لتطويرها مرحلتين حتى وصلت لصورتها النهائية:

المرحلة الأولى: وهي التي عليها النموذج التطبيقي وهو عبارة عن ألواح من الفلين وقائم لتستند عليه دوائر الساعة الثلاثة وقتذاك وهي كالتالي:

الدائرة الأولى: الوظائف النحوية «الخاصة بالاسم».
الدائرة الثانية: خاصة بنوع الاسم.
الدائرة الثالثة: خاصة بعلامات إعراب الاسم.
ساعة الإعراب
المرحلة الثانية «قيد التنفيذ»: وتعد هذه المرحلة هي الأكثر شمولًا من سابقتها لفكرة المشروع من حيث شمولها لجميع الوظائف النحوية «الاسم- الفعل- الحرف» كما يكون البناء الهيكلي للمشروع أكثر تطويرًا وشمولًا للفكرة.

وتتميز هذه المرحلة بإضافة كل من:

الدائرة الأولى: وهي الأكبر حجمًا وتشمل جميع الوظائف النحوية الخاصة بالاسم والفعل والحرف.
الدائرة الثانية: وهي تشمل حكم الإعراب والبناء للاسم والفعل والحرف.
الدائرة الثالثة: وهي تشمل النوع الخاص بالاسم والفعل والحرف.
الدائرة الرابعة: وهي خاصة بعلامات الإعراب والبناء للاسم والفعل والحرف.
ساعة الإعراب
خطوات التطبيق وآلية الأداة:

تعرض الجملة مكتملة الأركان أمام الطالب ويشار إليه بالكلمة المراد إعرابها.
يقوم الطالب بتدوير الدائرة الأولى التي تمثل «الوظائف النحوية»؛ ليقف على الوظيفة النحوية المطلوبة عند السهم أعلى الساعة التي تمثل الكلمة في الجملة.
يقوم الطالب بتدوير الدائرة الثانية التي تمثل «الحكم الإعرابي» للكلمة طبقـًا للوظيفة النحوية التي تم الوقوف بها عند السهم لتلتقي الوظيفة النحوية والحكم الإعرابي في اتجاه رأسي متطابق يحدده السهم أعلى الساعة.
يقوم الطالب بتدوير الدائرة الثالثة التي تمثل «نوع الكلمة» ونوع الكلمة يمثل نوع الاسم ونوع الفعل ونوع الحرف؛ لتلتقي الوظيفة النحوية والحكم الإعرابي ونوع الكلمة في اتجاه رأسي متطابق يحدده السهم أعلى الساعة.
يقوم الطالب بتدوير الدائرة الرابعة التي تمثل «علامات الإعراب والبناء» طبقـًا لنوع الكلمة من الاسم والفعل والحرف؛ لتلتقي الوظيفة النحوية والحكم الإعرابي ونوع الكلمة وعلامة الإعراب والبناء في اتجاه رأسي متطابق يحدده السهم أعلى الساعة.
ساعة الإعراب وتفعيل استخدام الحواس في الموقف التعليميساعة الإعراب

يشير أ/ ثابت أحمد إلى أن العكوف على كتاب المدرسة وحسب دون تطبيق عملي مهاري لا يخرج لنا طالبًا فاهمًا وواعيًا فكريًّا وأن النظريات التربوية التقليدية ساهمت في تكريس قيم سلبية كالتسلط والحد من حرية الطلاب في التعبير عن أنفسهم وميولهم إضافة إلى عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والتقليل من التفاعل الصفي وعدم مراعاة إنسانية الطلبة وإهمال استخدام حواسه في عمليتي التعليم والتعلم؛ لذا فعلى الطالب أن يطبق ما درسه في مادة النحو بشكل عملي وهذا ما دفعه إلى ابتكار ساعة الإعراب حتي يتمكن من ترسيخ الحكم الإعرابي في عقل طلابه بشكل مبسط وميسر ومحفز لحواس الطالب الذي ينطق الحكم الإعرابي بصوت مسموع تسمعه أذنه وهو يحرك الدوائر بيديه مع النظر إلى الجملة التي أمامه وحكمها الإعرابي وبهذا تشترك الحواس جميعها في الموقف التعليمي وتترسخ المعلومة في عقله رسوخًا تامًا.

ومن هنا لا بد من القول بأن المعلومات والمفاهيم والمبادئ والخبرات التي يكتسبها المتعلم من خلال استخدام أكبر عدد من الحواس هي الأنجح والأكثر فعالية وهذا ما أشار إليه «إدجار ديل» في مخروط الخبرات والذي قسمه إلى ثلاثة مستويات: العمل المحسوس والملاحظة المحسوسة والبصيرة المجردة؛ حيث يتشكل العمل المحسوس في قاعدة مخروط الخبرات لـ«إدجار ديل» الأكثر حسية وواقعية والأكثر نجاحًا في بقاء المعلومات والخبرات التي يكتسبها الطالب لفترة طويلة أما البصيرة المجردة والتي تشكل رأس المخروط فهي الأقل حسية والأكثر تجريدًا وتحتفظ بالخبرات التي يكتسبها الطالب في ذهنه لفترة قصيرة ويعود ذلك إلى كثرة عدد الحواس المستخدمة في التعلم والتي تشكل قاعدة المخروط.

وقد أثبتت الدراسات أن التعلم بالحواس يوفر الوقت ويعمق الفكرة – بعكس ما يعتقد بعض المعلمين الذي يلتزمون بطريقة السرد التي توفر الوقت في ظنهم المغلوط – فكلما تعددت الحواس «البصر السمع اللمس الشم التذوق» في الموقف التعليمي زاد ذلك من استعياب المتعلم للمفاهيم واكتسابه للمهارات والخبرات الجديدة مما يعني استخدام المهارات التفكيرية على نحو أفضل.

كما تؤكد الدراسات أن حاسة البصر هي الأكثر تأثيرًا في الموقف التعليمي من بين بقية الحواس وهذا ما تبينه النسب التالية:ساعة الإعراب

وتؤكد الأبحاث أن ثمة علاقة وثيقة بين استعمال الحواس المتعددة في الموقف التعليمي وبقاء أثر التعلم لمدة أطول وهذا أيضًا ما توضحه النسب التالية:ساعة الإعراب

ساعة الإعراب حصاد ونتائج

بعد تطبيق مشروع «ساعة الإعراب» على الطلاب تبين الآتي:

أن الساعة ساعدت الطالب في ربط الصورة الذهنية بالمعلومة المتلقاة كما تحفزت جميع حواسه أثناء قيامه بتعيين الأحكام الإعرابية المستخرجة من الجملة التي بين يديه.
استطاع الطالب أن يكون خريطة ذهنية معرفية تتسم بالذكاء المعرفي والمهاري لدى تغير الحكم الإعرابي للكلمة الواحدة في أكثر من جملة.
تمكن المعلم من تقييم نفسه وقدرته على توصيل المعلومة للطلاب وقياس مدى بقاء أثر التعلم بعد الممارسة المعرفية والحركية «المهارية» في تعلم الإعراب.
عرض جميع الوظائف النحوية في الساعة يوثق المفاهيم الإعرابية لدى الطالب.
الوسيلة التعليمية المعدة بإتقان وبتخطيط جيد سابق تساعد على إنجاح العملية التعلمية وترسيخ المعلومة في عقل الطالب.
مدى ارتباط الطلاب وجدانيًا بساعة الإعراب باستخدام إستراتيجية التعلم باللعب.
ويؤكد أ/ ثابت أن تعلم العربية على أصولها وضبطها ضبطـًا سليمًا يعد من أكبر آماله لذا فقد سعى سعيًا حثيثـًا إلى تطوريها لتناسب عظم الفكرة وفخامة الغاية وهي ترسيخ اللغة في قلوب أبناء أمته وعقولهم كما يكشف أ/ ثابت عن حلمه في أن تصبح تلك الساعة وسيلة تعليمية معمولًا بها من قبل الوزارة معممة على جميع المدارس وما ذلك إلا لحبه في اللغة ورغبته الشديدة في تخريج جيل محبًا للغته فاهمًا لها حاويًا لأسرارها.
 

كل أخبارك

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية