اللغة العربية أزمة تواجه طلاب المدارس الدولية
قال عدد من الأكاديميين والطلاب لـ «العرب» إن مستويات الطلاب العرب الذين درسوا بالمدارس الدولية متفاوتة في اللغة العربية، وأرجعوا ذلك لقلة حصص اللغة العربية في المدارس الدولية إذ تتراوح بين ثلاث إلى أربع حصص في الأسبوع،كما أن وضعية اللغة العربية فيها ثانوية، وأشاروا إلى أن هنالك قلة من خريجي المدارس الدولية يتقنون المهارات اللغوية من استماع، وحديث، وكتابة، وقراءة بصورة جيدة، مشيرين إلى أن دور الأسرة هو الحاسم في هذه القضية، وأضافوا أن عددا من الطلاب العرب يجلس في مقاعد الدرس في سنوات الجامعة لتعلم اللغة العربية جنبا إلى جنب مع الطلاب الأجانب.
الأبرش: تراجع اللغة العربية ببعض المدارس رغم اهتمام الدولة
قال محمد علي الأبرش إن هنالك اهتماما كبيرا من قبل دولة قطر بأمر التعليم، إذ توجه قدرا كبيرا من مواردها لدعم هذا القطاع الحيوي، لافتا إلى أن اللغة العربية هي هوية البلاد، ولغة التعليم بها، وأكد الأبرش أن هنالك عددا محدودا من الطلاب على مستوى المرحلة الجامعية يواجه صعوبات في مهارتي القراءة والكتابة، ويمكن أن نلحظ أخطاءهم الإملائية بوضوح، ورد الأبرش الأمر لمناهج اللغة العربية وطالب بتحديثها وجعلها أكثر مواكبة ولاسيَّما في المستويات الأولية التأسيسية. وأضاف الأبرش أن الأمر ليس عاما، إذ إن أغلب الطلاب متميزون في اللغة العربية، ولكن حتى القلة التي تواجه هذه الإشكالات يجب الالتفات إليها والإجابة عن الأسئلة لماذا هم ضعفاء في اللغة العربية، مشيراً إلى ضرورة تطوير مهارات هؤلاء الطلاب في القراءة والكتابة عبر اعتماد طرق مبتكرة مثل تدريس الشعر العربي وغيره من الوسائل التي ترتقي بمستوى اللغة عند الطلاب.
الغانم: تدريس «العربية» مهم
في المراحل الأولى للطالب
قال سالم الغانم إنه درس في المدارس المستقلة، إذ درس في المرحلة الابتدائية باللغة العربية، والمرحلتين الإعدادية والثانوية باللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أن معظم الذين درسوا وفقا لهذا النمط متميزون في اللغتين العربية والإنجليزية، وعد أن هذه المدارس أكثر تميزا من المدارس الدولية التي تعتمد المنهج الإنجليزي منذ اليوم الأول. وأضاف الغانم أنه لم يلحظ ضعفا في اللغة العربية بين أقرانه الذين يدرس معهم في الجامعة، مشيراً لتميز المناهج التي درسوها وضرب مثلا إذا درس طالب المرحلة الابتدائية باللغة العربية فإن حصص اللغة العربية القليلة في المرحلتين الإعدادية والثانوية تكون مفيدة جدا له، خلافا للذي لم يدرس اللغة العربية نهائيا.
عبدالمبدي: تراجع مهارتي القراءة والكتابة
قال الدكتور يحيى عبدالمبدي أستاذ اللغة العربية بجامعة جورجتاون قطر إن عددا من الطلاب العرب الذين درسوا في المدارس الدولية يواجه صعوبة في مهارتي الكتابة والقراءة باللغة العربية بصورة واضحة، مشيراً إلى أن المسألة نسبية وتعود بصورة أساسية للأسرة، فإذا كانت الأسرة التي ينتمي إليها الطلاب مهتمة باللغة العربية ومتابعة ابنها بدون شك سيكون مستواه أفضل ولكن في معظم الأحوال يحتاج طلاب المدارس الدولية لدعم في اللغة العربية.
وأضاف على الرغم من قدرة الطلاب على استخدام مهاراتي التخاطب والاستماع إلا أن هذه المهارات تقل عند فتح نقاشات في قضايا معقدة، وتتراجع مهارة الاستماع والاستيعاب بصورة واضحة عند هؤلاء الطلاب.
زيادة عدد حصص اللغة العربية في المدارس الدولية
وقال يحيى إن بعض الطلاب لا يستطيع كتابة أو قراءة فقرة باللغة العربية، موضحا تفاوت هذه المهارات من طالب إلى آخر، وقال إن الطلاب الذين يتمتعون بمستوى جيد في اللغة العربية يعانون من مشاكل طفيفة بسبب تأثير اللهجة المحلية على اللغة الفصحى مثل استخدام حروف الجر المستخدمة في الحديث عند الكتابة «كأن يكتب الطالب يهتم فيه، بدلا عن يهتم به»، كما أن اللغة الإنجليزية تؤثر على اللغة العربية لأن الطالب العربي الذي تعلم في المدارس الأجنبية يفكر باللغة الأجنبية ويترجم تفكيره للغة العربية ويظهر ذلك أثناء استخدامه حديثه أو كتابته باللغة العربية.
وقال دكتور يحيى إن وسائل الإعلام التي تنتج باللغة العربية تساعد كثيرا في تطوير مقدرات الطلاب داعيا إياهم لتجنب المواد الإعلامية المترجمة للغة العربية لأن اللغة في أساسها حامل للثقافة.
وطالب بزيادة عدد حصص اللغة العربية في المدارس الدولية للطلاب العرب مشيراً إلى أن عددها غير كاف على الإطلاق كما أن العربية نفسها موجودة على الهامش.;
العَرب
|