للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مادة التعبير والذكاء اللغوي

أ. فتحية عبدالله القرني

 تعد نظرية الذكاءات المتعددة للعالم Gardner Howard من أبرز النظريات التربوية الحديثة، حيث إنها تشكل قاعدة لانطلاق العديد من أساليب واستراتيجيات التعلم النشط والتدريس المتمايز اللذين يشجعان الطالب على التعلم الذاتي واستغلال ميوله وقدراته لدعم عملية التعلم. ولعل من أبرز الذكاءات المتعددة طبقا لقاردنر الذكاء اللغوي (اللفظي) الذي يمكن الفرد من استخدام ومؤالفة المفردات اللغوية في التعبير والسرد والوصف والمقارنة والنقد ليقدم الشخص أفكاره وملاحظاته بشكل إبداعي يؤثر إيجابيا على المتلقي.

وكلما صقل الطالب موهبته اللغوية من خلال الدراسة والممارسة انبثقت لديه مواهب أخرى تتعدى الوصف والسرد إلى كتابة الشعر والقصة والرواية وغيرها من المخرجات اﻷدبية.
الذكاء
ومما قد يلاحظه المتتبع لتطوير المناهج لدينا ممن له صلة مباشرة بها كالمعلمين وأولياء اﻷمور أن مادة لغتي الجميلة/‏‏ الخالدة قد أخرجت بشكل جميل خرج عن القالب التقليدي في تقديم المعلومات بشكل مباشر ومن ثم التطبيق إلى تشجيع الطالب على البحث والاستنتاج والعمل الجماعي وغيرها من المهارات النافعة.

بيد أن هذا التطور في نفس الوقت ومن خلال دمج محتويات مادة اللغة العربية سابقا بتفرعاتها في كتاب واحد قد هضم حق مادة التعبير الحر الذي كان يقوم على تكليف الطالب بكتابة موضوع يحدده المعلم للصف ويقيس من خلاله قدرات طلابه على بلاغة التعبير وتناسق اﻷفكار وتسلسل الانتقال بين الفقرات.

ولعل من حظي بدراسة مادة التعبير لا يزال يتذكر البحث في القرآن الكريم وكتب الدين عن اﻷدلة الشرعية التي تدعم أفكاره وربما بحث في المجلات والصحف عن إحصاءات أو مقالات تنير طريقه في تناول الموضوع.

ومن هنا كانت البذرة لتنمية الذكاء اللغوي اللفظي والقدرة على البحث واستخدام اﻷدلة الداعمة وتوظيفها، ومن ثم الإلقاء والتعليق عند قراءة الموضوع أمام اﻷقران. وهي مهارات ثقافية تعليمية اجتماعية في عين الوقت طالما أثرت إنتاجنا اﻷدبي المعاصر.

ولعل غمط مادة التعبير حقها حاليا يبعث القلق تجاه مستقبلنا اﻷدبي، فالخوف أن يأتي يوم تنضب فيه ينابيع الشعر الجزل والمقالات الرصينة والقصص اﻹبداعية، حيث إن هذه المواهب إذا وئدت في مهدها خلال مراحل التعليم العام فلن يكون من اليسير إنعاش روحها بعد فوات اﻷوان، ولعله من التناقض أن يطالب المتعلمون بالتعبير في مادة اللغة الإنجليزية في الوقت الذي تهمل فيه هذه المادة بلغتهم اﻷم.
 

مكة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية