أ. إبراهيم محمد سلمان
في مقالة نشرت منذ فترة في إحدى صحفنا المحلية تتساءل وتتحسر كاتبتها في عمودها اليومي عما حدث للغة العربية من خلال ما رصدته من عبارات وألفاظ ردئية من ناحية وبذئية من ناحية أخرى وليت الأمر اقتصر على الأفراد العاديين وهذا ما لا نتمناه ايضا لكنه شمل بعض المسؤولين.
وقبلها بأيام نشر كاتب آخر مقالة يتحسر ويتساءل فيها هو الآخر عما أصاب وحل بالأمة العربية لتنحدر الى هذا المستوى من التفكير وجاء بأمثله على ذلك بعدما كانت تسعى مستبشرة ومتحمسة عبر مشروع قومي لتحقيق الأهداف المنشودة للعزة والكرامة، إذن هناك مشكلتان تمسان الكيان والهوية، وكما هو معروف فلكل شيء سبب أما للصعود او للهبوط وان «حل» المشكلة يبدأ من النقطة التي بدأت عندها المشكلة.
القدوة: غياب القدوة المثالية عن الأسرة إما لجهلها بقيمتها وأهميتها في التربية وأما لآن وجود هذه القدوة يتعارض ومصالح البعض فعمل على تغيبها، وأعتقد ان وعي الأسرة بهذه الأمور وبهذه المسائل لن تعطينا مجتمعا يشكو من هذه السلبيات التي نشهدها اليوم هذا بالنسبة للمرحلة الأولى في التربية اي مرحلة التأسيس.
أما المرحلة الثانية فهي المدرسة، فالمدرسة اليوم والحديث عن اللغة العربية ليست مدرسة الأمس عندما كانت المدرسة تهتم بالخط والذي من أجله او جدت كراسة تحسين الخط، الخط والحرف الذي كتب به القرآن الكريم حيث كان الخط ميزة تميز الأفراد، الخط العربي الذي أصبح اليوم مصدرا للفن في الشكل والعرف، تزين المحلات والصالونات والقاعات.. هذا الخط ليس له أي اعتبار اليوم.
وهناك التعبير وهو سيلة التواصل بين الأفراد كتابة وشفهيًا.. هذا التعبير اذا ما عمد الفرد الى استخدام الألفاط الجميلة والمعبرة في عبارات من المخيلة العاشقة للجمال والمتعة، هذا التعبير الذي كان اسلوبنا في الحديث والكتابة لم يعد له اليوم اي اعتبار وتقدير.
فاذا كانت الأسرة بهذا الحال الذي ذكرناه وكذلك المدرسة والجامعة فمن أين لنا أن نحصل على اللغة التي تتمناها كاتبة المقالة ومن أين لنا في الوقت نفسه أن نستمتع برسائل طلبتنا الجامعيين رجال اليوم والمستقبل خطًا وتعبيرًا، وكيف لنا أن نحصل على مجتمع يصبو ويتطلع للمعالي وللأهداف السامية والى أفراد يهتمون بإثبات وجودهم ودورهم والى انتمائهم لأمة من مسئولياتها نشر المبادئ الخيرة لهم وللآخرين على حد سواء كما يتمنى صاحب المقالة الأخرى.
تصور يقبل المناقشة:
* أن تبادر الجهات المسؤولة اليوم وليس غدًا الى إعادة الاعتبار الى الخط العربي الجميل ابتداءً من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية.
*أن نشر الوعي قد يكون بالندوات المكثفة وبالمسرحيات الهادفة وبالمسابقات المفيدة وبتعريف قيمة فنون الخط والخطابة، والتمثيل والإعداد والرسم، فبحكم وجود الأندية في المدن والمناطق سهل على الشباب الوصول اليه وعن طريقه يمكن توعية الأهالي بما يحتاجه المجتمع.
أعتقد أن أندية مثل هذه لو انتشرت في مدننا وقرانا لن تكون هناك سلبيات كالتي نشهدها اليوم، ولكل شيء أسبابه في الصعود والتألق وفي الانحدار والتدهور، فالمسألة لن تخرج عن الصدق والعزيمة والطموح والرغبة والوعي.
الأيام