للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية.. من نقش حتى النهضة

د. عميش عميش

 منذ بداية الخليقة ابتدع الإنسان فن النقش وكتابة الأحرف والكلام وطوَّره عبر العصور.. كانت البداية أمراً صعباً.. لكن الإنسان تدرَّب عدة قرون حتى وصل مرحلة الإتقان.

كانت الكتابة اصلاً محصورة بالخطاطين المحترفين، ولأغراض رسمية محدّدة: حسابات ضرائب الدولة، إحصاء السكان، الوقائع التاريخية كالحروب والمناسبات القومية. واستخدمت المواد الكثيرة لتمكنه من النقش والكتابة عليها كالطين الجاف والصلصال، والحجر. فدوّن أشياء ورسم أشكالاً ونقش أرقاماً وسجل تعبير تخيلاته ومشاهداته ومشاعره نحو الحياة. استخدم أدوات مختلفة للكتابة والنقش كالأزميل فنحت الأحرف والكلمات والأرقام والرسوم البيانية، واستخدم النقوش على الأحجار وقطع النقود المعدنية ، ووضع الرسوم على الأبنية والتماثيل، واستخدم أدوات الحفر لتدوين الفن والأدب والشعر والعلوم الطبية كأسماء الأعشاب والعقاقير والتداوي بها. لكن الكتابة بحد ذاتها ارتبطت عبر العصور بلغات الشعوب ، فلم تكن هناك كتابة دون وجود لغة ناطقة، وتطوير الكتابة كان لا بد أن يتمشى مع تطور اللغة التي يكتب بها. 

الأحرف

الأحرف الأبجدية كانت الحجر الأساسي للكتابة وبداية النطق باللغة، وكانت اللغة كتابةً ونطقاً وسيلة التعبير عن حضارات الشعوب بكل ما تحتوي من ثقافات وعلوم وكانت الكلمات المصوغة من الأحرف الأبجدية تتدفق بموازاة اللغة التي تكونها تلك الكلمات. أما الحروف المكتوبة فارتبطت بالمعنى للمحتوى الذي استخدمت من أجله.

فالكتابة بالأسلوب المسماري (الحروف البابلية والآشورية القديمة) تميزت بالشكل الأسفيني لأحرفها والتي استُنبِطت من العظمة والغضروف وهما على شكل أسفيني ، وميزتها كأسلوب لغـة (عام 3000 ق.م) في مناطق نهر الفرات. وتبنتها واستخدمتها شعوب الألمايت في بلاد فارس، والحتيين في آسيا الصغرى، وفي مدينة إيلبا أو (تل مردخ) في سوريا. أما الكلام فكان يتم نقشه على قطع الفخار بشكل ألواح بعد تجفيفها بالشمس أو الأفران. كما استخدمت ألواح الخشب المطلية بالشمع، بالإضافة للكتابة بالنقش عل الحجارة والمعادن.

أما الفراعنة فاستخدموا أوراق نبات البردى لتسجيل المعلومات الثقافية والعلمية والطبية كأسماء الأدوية . كانت العلوم الطبية الفرعونية من أقدم العلوم في تاريخ الحضارات اي (5000 ق.م)، واكتشفها العلماء مسجلة على أوراق البردى (نبات النب) وكانت تنمو على ضفاف نهر النيل. وكان يتم قطف الأوراق وضغطها وتجفيفها لتصبح كأوراق الكتابة ويتم تسجيل الكلام عليها باستخدام أقلام مصنوعة من أغصان الأعشاب المبرية. واستنبط الفراعنة الكتابة الهيروغليفية التصويرية وهي كتابة الكهنة، وتعتمد الحروف على صور للطيور والحيوانات والحراب والشمس وللوجوه.

وتم العثور على لفائف من ورق البردى في مغائر قرب البحر الميت .. ويعني أن نبات البردى كان ينمو في وادي النيل وكذلك وادي الأردن.

إن دراسة المعلومات المدوّنة على ورق البردى هو علم بحد ذاته سُمِّي (PAPYROLOGY) ويبين المعلومات الغزيرة كان قدماء المصريين يهتمون بها أهمها المعلومات الطبية. ودلّت على أنهم كانوا أول أمة في التاريخ مارست الجراحة على الإنسان كفتح الجمجمة وعلاج أورام وأمراض الدماغ. وأول أمة في التاريخ أتقنت التحنيط وحفظ جسم الإنسان من التعفن ل 4500 عام، وذلك باستخدامهم عطوراً وأعشاباً خاصة. واستخدموا العرب الطين بتعريضه للشمس أو الفرن ليجف، ثم الكتابة باستخدام أقلام مصنوعة من أغصان الأعشاب. أما أصول الأحرف العربية فقد أخذت من الأحرف الأبجدية السامية الجنوبية.

ثم تطورت لعدة أشكال عرفت باللهجات أي تتبع المناطق المختلفة ولها المميزات المعجمية وقواعد علم النحو، واللفظ مثل اللهجات الثمودية ، كما استخدم العرب الكتابة باستخدام الحروف الآرامية عام 106 م، لكن المراجع القديمة تثبت أن الكتابة والمخطوطات العربية نشأت عن اللغة النبطية. وفي العصور العربية القديمة كانت أساليب متعددة للكتابة، كالكوفية التي كتبت بها معظم القصائد والمعلقات وتكلمها قبائل متعددة بلهجات مختلفة. وكانت هناك بعض الكتابات «غير المنقطة» لكن يمكن لبعض القبائل فقط قراءتها. وجاء تنقيط الكلمات بعد ذلك. وقام الكثيرون من الملوك والحكام بإصدار النقود بصنعها من البرونز ثم الفضة والذهب ووضع أسمائهم وألقابهم وصورهم عليها كاليونان والأنباط والرومان والعرب. لقد كانت اللغة العربية وما زالت لغة مميزة لا صنو لها لأنها كانت لغة القرآن الكريم، وهي لغة الإعجاز والفصاحة والبلاغة مما ساعد على رفعة ومجد الأمة العربية.

نشوء اللغة العربية

نشأت اللغة العربية كلغة متكاملة فكانت عبر مراحل، ظهرت بالتدريج كأحرف عربية من أصول متعددة عبر حقبة من الزمن بدأت (1500 عام ق.م) حتى وصلت إلى الأحرف العربية الأبجدية المتأصلة سنة 200 م. أما التسلسل التاريخي والأصول التي ظهرت من خلالها الأحرف الأبجدية للغات الشعوب التي سبقت اللغة العربية فيمكن وضعها حسب رأي المؤرخين بالتسلسل التالي:

1- الأحرف السينائية الفترة 1600-1500 ق.م.

2- الأحرف الأوغاريتية الفترة 1400-1300 ق. م.

3-الأحرف البيبلوسية الفترة 1300-1000 ق. م.

4-الأحرف الهيراطيقية في الفترة 700 ق. م.

5-الأحرف المؤابية الفترة 1000-900 ق. م.

6- الأحرف الآرامية في الفترة 900 ق. م -272 م.

7-الأحرف النبطية الفترة 400 ق.م – 100 م.

8-الأحرف العربية الجنوبية الفترة 300 ق. م – 700 م.

9-الأحرف التدمرية الفترة 44 ق. م– 272 م.

10-الأحرف السريانية .

11-الأحرف المندائية .

12-الأحرف اللاتينية .

13-الأحرف العربية.

والتأمل بالأحرف الأبجدية لهذه اللغات الثلاثة عشرة لا نجد الكثير من التشابه بين شكل حروفها ولكن لا بد أن يكون اللفظ متقارباً في أكثر الأحوال. وبعد مرور آلاف السنين لا نزال بحاجة لمعرفة لغتنا واتقانها ونعلّم الأجيال القادمة أصولها والمحافظة عليها لأنها المهد وعنوان المواطنة والانتماء والأداة للتعبير ومعنى نشوء امتنا وحمل رايتها ، ولأنها لغة الإعجاز «لغة القرآن الكريم» .
 

الرأي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية