للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

سعة اللغة العربية

أ. عبدالله أحمد الأسمري

 اللغة ليست أداة للتخاطب والتفاهم فحسب، بل هي أحد المقومات الرئيسة التي تكون عقلية الأمة وفكرها وشخصيتها، وتحقق وحدتها، وتترجم عن ملامحها ومعالمها وهويتها، وتعبر عن أحوالها وأسرارها ودقائقها، ولعل المفكر الألماني «فخته» عبر عن هذا بقوله «إن اللغة هي الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان».

اللغة مظهر معبر عن حقيقة الأمة بكل ما فيها من أفكار وخصائص ومعتقدات وتاريخ، وكلما دقت تراكيبها دلت على قدرات أهلها، وكثرة مشتقاتها تدل على غناها وسعتها.

«فالعرب ولغتهم امتزاج حضاري حقيقي، لا يفصل بينهما فاصل، ولا يحول دون تفاعلهما حائل، يثبت ذلك معتقد، ويوطّده محيط، وتؤكده بيئة. واللغة العربية فيها صورة العرب كاملة، منها تعرف طباعهم، وبها تميز خلقهم، ومن خلالها تحكم على عاداتهم وتفهم تقاليدهم، وتقدر اتجاههم. هي ديوان مفصل واضح لكل ما يخصهم وعن كل ما يعنيهم. ولأنها كذلك فقد اهتموا بها، والتفتوا إليها، وغاروا عليها، لأنها تنقل أفكارهم صادقة أمينة بينهم وبين غيرهم كما يريدون، وبالصفة التي يختارون».

اللغة العربية لغة السعة والثراء والغنى، يدل عليها عدد الألفاظ المستعملة، بينما نجد غيرها من اللغات الأوروبية لا يبلغ عدد مفرداتها معشار ما بلغته مفردات العربية. فقد حصر بعضهم أسماء السيف والأسد في لغة العرب فكانت أوراقا عدة كما ذكر ذلك ابن سنان الخفاجي.

اللغة العربية لغة اشتقاقية تقوم على أبواب الفعل الثلاثي، ولذلك فإن خزائنها من المفردات يمكن أن تزداد دائما، لأن الاشتقاق يسهل إيجاد صيغ جديدة من الجذور القديمة.

للفصحى طرق عديدة في وضع المصطلحات، أهمها «الارتجال، والقلب، والاشتقاق، والنحت والتعريب».

قال الإمام الشافعي رحمه الله عن سعة العربية «ولسان العربية أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، والعلم باللغة عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل اللغة».

والعجب ممن يشكو من فقر اللغة وعجزها عن تلبية مستحدثات العصر ومواكبة التطور العلمي الهائل.
 

مكة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية