للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الأخطاء الشائعة في اللغة العربية

أ. مصطفى خواتمي

 من عمل لرفعة اللغة العربية وتنقيتها من الشوائب من السابقين له أجر وثواب وهم معروفون من أمثال: محمد كرد علي ... والذين يعملون حالياً لضخ الدماء الجديدة في اللغة العربية لاستمرار نسغ الحياة ومتابعة المسيرة حتى يرث الله الأرض وما عليها هم معروفون أيضاً.

فقد تأسس المجمع العلمي العربي عام /1919/ وترأسه العلامة محمد كرد علي حتى عام /1959/ حيث أصبح اسمه بعد الوحدة (مجمع اللغة العربية بدمشق) وترأسه وعمل فيه كثيرون من أصحاب العلم والفضل وسيبقى هناك سدنة من اللغويين يصححون وينقحون ما شاب اللغة العربية من شوائب غريبة عنها.

وسنتابع القسم الثاني من المقالة المخصصة لذلك والمعجم الثاني الذي ألفه العدناني وعنوانه: (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) وقد صدر عام /1981/ وهو عام وفاته وكان ينوي تسميته في البدء (معجم عثرات الأدباء) ويقع في /867/ صفحة تشتمل على /2135/ مادة يصحح فيها الأخطاء الشائعة والمتداولة حتى لا تستمر إلى ما شاء الله، ويصبح من الصعب تصحيحها وتعديلها وتصويبها.

ويعتبر هذا المعجم متمماً لسابقه (معجم الأخطاء الشائعة) إذ لا فرق بينهما من حيث الطريقة والمنهج كما يقول الباحث المرحوم محمود فاخوري .

وإن اختلفت مادة كل منهما عن الآخر وقد يشتركان أحياناً إذا اقتضت الحاجة زيادة على ما في المعجم الأول أو تعديلاً.

ونحن في أغلب الأحيان نكرر الأفكار الأساسية التي نقتنع بها وتعتبر محور حياتنا ولا تثريب علينا في ذلك وإن اختلفت المادة الأدبية كالمقالة أو السيرة الذاتية أو المحاضرة أو الندوة وحتى أحياناً المقابلات الإذاعية والتلفزيونية المباشرة أو المسجلة.

ونحن نرى أن الأخطاء الشائعة التي نستعملها كمحطات كلام يجب أن تحظى بالاهتمام الأوفر .

إن وقوفنا عند ظاهرة اللحن والخطأ في الكلام أو في الكتابة هو مهمة اللغويين الأكاديميين العرب على امتداد الوطن العربي، وإن الحرص على تصحيح ما يجري على ألسنة الناس ليس عملاً فردياً فحسب بل يجب أن يقوم على كاهل المنظمات الأهلية من جمعيات تهتم بالأدب والفنون ومديريات الثقافة في المحافظات ولجان تمكين اللغة العربية المتوزعة في أنحاء الجمهورية العربية السورية كافة.

وتقع على عاتق مجامع اللغة العربية في الدولة مهمة تخليص اللغة العربية من الكلمات الأعجمية لإبقاء الحياة متدفقة في شرايين لغة الضاد التي نكن لها كل محبة واحترام ونعتز بها بين الأمم وعلينا محاسبة من يلحن فيها أو يحاول الحط من شأنها محاسبة عسيرة دون تقاعس أو تقصير لأن الإساءة إلى لغة الضاد في أي مرحلة وبأي نوع من الإساءة كبيرة كانت أو صغيرة هي إساءة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى قوميتنا وعروبتنا ووجودنا على هذه البسيطة .

وقد ورد في كتاب في إحدى مكتبات مدينة (وليمسبورغ) الأمريكية أن أحد أعضاء مجلس النواب الأمريكي قال:

(إننا نضع القوانين لمعاقبة المجرمين الذين يسرقون ويقتلون فلماذا لا نضع القوانين لمعاقبة الذين يفسدون اللغة؟!)

ويعقب الأستاذ محمد العدناني على ذلك فيقول:

(فماذا يجب علينا – نحن العرب – أن نفعل ولم يبق لنا من ماضينا العظيم سوى هذه اللغة بعد أن أصبحنا اثنتين وعشرين دولة عربية كانت في الماضي دولة واحدة؟!

فهل نترك اللغة العربية لأعدائها الكثر الذين يحاولون تحطيمها؟!)

ويورد العلامة فاخوري بعض الأمثلة من هذا المعجم (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) وذلك بأربعة أمثلة :

1- الأول، كلامه على المهَمّة والمهُمّة قال: ويقولون سافر القائد في مَهَمَّة عسكرية والصواب: سافر في مُهمّة عسكرية أي لإنجاز مسألة ذات خطر أو شأن مقلق.

ثم استدل العدناني على صحة ما ذهب إليه بما ورد في معاجم لغوية عدة كالصحاح واللسان والمصبح والتاج وبما خلاصته أن معنى (أهمني الأمر) هو أقلقني فهو مُهمّ وأهمتني القضية: أقلقتني فهي مهمة.

وعندما نقول: سافر فلان في مُهمّة فالمعنى: في قضية مهمة فحذف الموصوف وبقيت الصفة حبّاً في الإيجاز ولأننا اعتدنا هذا التعبير خلال عشرات السنين.

2- والمثال الثاني، قوله: ويقولون محمد شاهد عَيّان ورأى المعركة عَيّاناً والصواب: شاهد عيان ورأى المعركة عياناً أي رأى الشيء بعينه ولا يشك في رؤيته إيّاه.

أو رأى الشيء مواجهة والعيان مصدر الفعل ومنه عاينه معاينةً وعياناً ...

3- وفي المثال الثالث يقول العدناني :

(يقولون: جُرح قدمه اليسرى والصواب: جُرحت قدمه اليسرى لأن القدم مؤنثة كما يقول ابن السكيت ومعجم مقاييس اللغة والمختار واللسان والمصباح والقاموس والتاج والمد ومحيط المحيط وأقرب الموارد والمتن والوسيط وتجمع القدم على أقدام أما تصغيرها فهو قديمة والرجل مؤنثة كالقدم وكذلك الساق. (والتفت الساق بالساق) .

4- وفي المثال الرابع قال العدناني: "ويطلقون على المكان المعد لإيواء السيارة والمكان الذي تُصلح فيه السيارات اسمه الإنكليزي والفرنسي المعرب /الكراج/".

ولكن جاء في المجلد الثالث عشر من مجموعة المصطلحات العلمية والفنية التي أقرتها لجنة ألفاظ الحضارة في مجمع اللغة العربية بالقاهرة ووافق عليها مؤتمر المجمع في جلسته الثالثة بتاريخ 17 شباط 1971 في المادة رقم 16 أن المؤتمر أطلق على المكان المعد لإيواء السيارة اسم: حظيرة السيارات.

وجاء في متان اللغة أن المكان الذي تصلح فيه السيارات وأطلق على ما يسمى بالكراج هو المرآب وعندما ظهرت الطبعة الثانية من الوسيط عام /1972/ لم تذكر فيه حظيرة السيارة والمرآب .

وفي سورية يقول سائق السيارة (صف السيارة)، أما في مصر فيقولون (ركن السيارة) وهي الأصح.

ويقال عن الشخص الذي يمسح السيارة ويركنها ويقوم بتعبئة البنزين والاهتمام بها في مصر (سايس سيارات) أما في سورية فلم نعثر له على كلمة مناسبة .
 

الجماهير

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية