للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

المتطرفون واللغة العربية

د. سعيد السريحي

 يوم أن دعا الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ محرري الجريدة إلى العشاء في منزله وقف زميلنا جوزيف حرب القادم من لبنان يتحدث شاكرا الداعي مفتتحا كلماته بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، وهو ما جعلنا نشعر بدهشة خلنا معها أن زميلنا المسيحي سوف يعلن إسلامه في ذلك المساء غير أنه مضى في خطبته شاكرا الداعي مثنيا على زملاء العمل مؤكدا على روابط الصداقة والمحبة التي تجمعه بهم رغم اختلاف الوطن والدين.
وحين خلوت إلى ذلك الزميل لم أستطع أن أقاوم الفضول فسألته كيف استهل خطبته، وهو المسيحي، بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، ولست أنسى نظرة الاستغراب التي رمقني بها وهو يقول: أخي سعيد هذه تقاليد الخطابة في الثقافة العربية ونحن مسيحيي الشرق عرب وثقافتنا هي الثقافة العربية.
تذكرت آنذاك المفكر والقيادي المصري مكرم عبيد والذي كان كثير الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في خطبه وأحاديثه دون أن تحول نصرانيته وقبطيته بينه وبين ذلك، وقد عرفت عنه مقولته الشهيرة: نحن مسلمون وطنا نصارى دينا، ومقولة: كل مسيحي عربي هو مسلم ثقافيا.
تذكرت هذا الترابط الوثيق بين العربية لغة والإسلام دينا وأنا أقرأ ما تحدثت به وعنه المشاركون في مؤتمر وزراء الثقافة العربية المنعقد في الرياض من خطر الإرهاب على اللغة العربية انطلاقا من أن التشويه الذي يلحقه المتطرفون والإرهابيون بصورة الإسلام سوف يلحق باللغة العربية فتصبح هي كذلك موصومة بما بات يوصم به الإسلام، زورا وبهتانا، من أنه دين يحض على الكراهية والإقصاء ويحرض على القتل والإرهاب، ولم تكن تلك الصورة التي نعرف ويعرف المنصفون زيفها سوى نتاجا لما يرتكبه المتطرفون والإرهابيون من قتل وعنف تحت مسمى الإسلام والإسلام منهم براء.
اللغة العربية التي اكتسبت من الإسلام ثقافتها أصبحت مهددة كذلك بتلك الأفعال الشائنة التي يرتكبها الإرهابيون، والمسيحيون الذين كانوا يتباهون بأنهم مسلمون ثقافيا لن يكون بإمكانهم أن يتباهوا بذلك ما لم يعرف العالم أجمع أن لغة وثقافة تلك الجماعات التكفيرية لا يمكن لها أن تمثل اللغة العربية ولا ثقافتها كما أن معتقداتهم الخاوية على عروشها لا يمكن لها أن تمثل الإسلام.

عكاظ

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية