للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العروبة و العربية في السودان

أ. عادل إبراهيم حمد

 ليس جديداً القول إن الشعب السوداني تتعدد و تختلط مكوناته العرقية لدرجة يصعب معها تحديد ملامح محددة للسوداني .  نعرف ذلك أكثر عند لقائنا بالأجانب الذين يبدون تعجباً من وفد سوداني يضم الأسود الطويل و الأبيض القصير و الأسمر الرفيع و الأصفر البدين ..  يثور بسبب هذه الاختلافات جدال حول هوية السودان يدعو فيه كل فريق إلى تغليب عنصر أو ثقافة على الأخرى , و غالبا ما ينتهي هذا الجدال بقبول (السودانوية) التي تعترف بخصائص كل مكونات السودانيين ؛ إلا أن ما يلفت الانتباه و يبعث الإزعاج هو الهجوم التي تتعرض له اللغة العربية في ثنايا رفض الاستعلاء العرقي الذي يبدو في سلوك المعتزين بعروبتهم , فينشأ كرد فعل لهذا المسلك البغيض هجوم مضاد لا يكتفي بالتشكيك في عروبة هؤلاء المتمسحين بالعرب الأصليين كما يقول المهاجمون الساخرون , بل يتعداه لتجاهل التفوق الثقافي للغة العربية و الهجوم  على اللغة , باعتبارها قد أزاحت لهجات محلية كانت سائدة , و يرفع أصحاب هذا الرأي لواء إعادة الاعتبار للهجات يهددها الاندثار .  من المفارقات المرتبطة بهذا التيار أن أصحابه يصدرون آراءهم و بياناتهم في لغة عربية رفيعة ؛ حيث لا تحقق أية لهجة محلية أساساً مشتركاً يلتقي عنده أهل هذا التيار ذوو الخلفيات الثقافية المحلية المختلفة جداً . 

لا تخفى أهمية الأساس الثقافي الجامع بتمهيده أرضية سياسية مشتركة تبنى عليها الوحدة الوطنية . و قد حققت العربية الأساس الثقافي , فالأرضية المشتركة , و إليها يعود  هذا التمازج اللغوي الرائع الذي مكن كل السودانيين من التفاهم مع بعضهم البعض . 
 يعتبر الغناء السوداني الجميل من أمثلة التقارب على أساس العربية , فقد صيغت أغنيات جميلة ما كان لها أن تجد إجماع السودانيين لو أن شعراءها تمسكوا بخلفياتهم المحلية و تعصبوا لها .. و على سبيل المثال نذكر شعراء مثل محمد عثمان كجراى و أبو آمنة حامد و محمد الفيتوري و مرسي صالح سراج الذين قد وضعوا بالعربية كلمات رائعة لأجمل الأغنيات رغم تحدثهم بلهجات محلية . و كتبوا بالعربية شعراً غير غنائي مثلما فعل شعراء مجيدون آخرون ينتمون لثقافات محلية .. و بسبب التعامل التلقائي مع لغة غنية جميلة طرب السودانيون و فهموا معاني سال من شعرها الذهب  (و ما في داعي تقولي ما في .. يا الربيع في عطرو دافي) .. و لولا العربية الجامعة لما كانت هذه المكانة و القيمة لنشيد أصبح الصبح بلسان النوبي محمد وردي , و لما هتف مرسي صالح سراج  منشداً:
حين خط المجد في الأرض دروبا
عزم ترهاقا و إيمان العروبة
عرباً نحن حملناها و نوبة;
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية